backgrounds | Free Pics

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

الدوبلير (5)


-5-

     جلس إبراهيم بصحبة هاني – الذي جلس أمامه - مع الحاج ربيع الذي كان وقتها على مكتبه الخاص في المطعم بعد انتهاء يوم العمل المتمم لأول شهر لهما في هذا المطعم.. بدأت الجلسة ببعض المزاح مع الحاج ربيع، أمسك هاني بأحد المجلات التي كانت أمام الحاج ربيع، ثم تحدث ضاحكاً: شوفت صورة عادل كرم (فنان مشهور) مع مراته.. نظر إبراهيم: فعلا صورة حلوة.. رد هاني: تصدق أول مرة أشوف صورتها، كنت فاكره متجوز موزة زي اللي بيطلعو في الأفلام معاه.. إبراهيم: بالعكس، هي جميلة فعلاً، بس جمال هادي.. هاني: هادي إزاي..؟! يرد الحاج ربيع: هادي خشبة، ههههههه.. يضحك إبراهيم: يعني جميلة جمال مختلف، جمال ميشوفوش غير الفنانين اللي زي عادل كرم.. هاني: يمكن، بس أنا بالنسبة ليا الجمال ليه شكل تاني، يعني مثلاً (يشير بسبابته على أحد الصور التي تعلو غلاف المجلة) شايف الفنانة الجميلة دي.. إبراهيم: سوزي محسن، يا ابن اللعيبة.. الحاج ربيع: دي البنت اللي كانت في المسلسل بتاع رمضان اللي فات، كان جوزها ميت وبعدين صحي في آخر المسلسل.. ثم يضحك الجميع بهذه الكلمات.. وبعد الاستمرار في المزاح تنتقل دفة الحديث إلى الشهر الأول الذي يجب أن يحصلا على أجره.. أجل الحاج الحديث عن الراتب إلى اليوم التالي نظراً لبعض الحسابات والمراجعات اللازمة.. توقع إبراهيم في هذه اللحظات أن يكون هناك بعض الإضافات على الراتب الذي تم الاتفاق عليه خلال هذا الشهر، وهو ما أكده له هاني وهما في الطريق إلى المنزل.. وفي اليوم التالي كانت الجلسة مشابهة لجلسة اليوم السابق.. حصل كل منهما على 300 جنية كما تم الاتفاق عليه مسبقاً.. لم تكن هناك أية إضافات حقيقة.. كانت هناك بعض كلمات الثناء على الآداء الجيد في العمل، وعلى تحسن وضع المطعم في ظل وجودهما به.. مع وعد بزيادة راتبهما في الشهر القادم.

                  ………………………………

     كانت سلمى قد قررت الخروج مع صديقتها هبة لتناول الغداء بأحد المطاعم، والخروج سوياً.. تحدثا أثناء تناول الطعام.. تنتظر سلمى أن تلتحق بأحد الشركات للعمل.. كانت هبة لا تفكر في العمل في الفترة القادمة، فلديها ما هو أهم بالنسبة لها.. إنها تفكر حالياً في ثلاثة مشروعات هامة.. المشروع الأول هو الزواج من ابن عمها أيمن الذي تقدم لخطبتها مع مباركة وتأييد من والدها: ده ولد محترم وابن حلال، وجاهز.. المشروع الثاني هو الزواج من ابن خالتها علاء الذي يحظى بتأييد والدتها.. المشروع الثالث هو الزواج من ياسر الذي يسكن معهم في نفس العمارة، وهو الذي كان يحظى بتأييدها في وقت سابق، لكنها الآن تفكر بجدية في الثلاثة مشروعات.. تحدثت معها سلمى: طب ليه متوافقيش على ياسر..؟! انتي تعرفيه من زمان، وبعدين انتي مش كنتي بتحبيه زمان..! صمتت هبة ثم تحدثت بابتسامه: حب ايه اللي انت جاي تقول عليه، يا بنتي ما أنا قولتلك قبل كده الحب ده كان أيام عبد الحليم حافظ وأنور وجدي، دلوقتي لازم تشوفي مصلحتك، الحب ليه وقته، بس الجواز ده موضوع أهم، ده مشروع المستقبل، بس أيمن هو أكتر واحد مستريح فيهم.. فكرت سلمى قليلاً في كلماتها، ثم تحدثت: يعني انتي ممكن توافقي على أيمن؟ تنظر هبة إلى أعلى وتسرح قليلاً، ثم تتحدث: يعني لو ظهر حد مستواه أحسن ممكن يبقى في كلام تاني.. تنتقل هبة إلى الحديث عن إبراهيم.. كيف أصبحت الأمور الآن..؟ يبدو أن الأمور توقفت قليلاً.. تحدثت سلمى: لا.. أكملت هبة: يبقى هنسمع أخبار قريب؟ سكتت سلمى، ثم تحدثت: معرفش...

                   ………………………………

     قرر هاني الذهاب إلى صديقه تامر الذي كان بصحبته في هذا اليوم حسين ورامي.. في نفس الوقت كان إبراهيم في منزله، لم يرغب في الخروج.. تحدث هاني عن أول شهر في عمله مع عمه ربيع.. حصل اليوم فقط على الراتب الكبير 300 جنية.. ضحك الجميع.. تحدث تامر: أهو حاجة تمشي حالك بيها.. ثم ضحك حسين: ههههه، عمك ده راجل.... ولا بلاش عشان متزعلش.. هاني: لأ عادي، مفيش مشكلة، أنا عارف.. ثم تحدث هاني عن إبراهيم الذي يعمل معه في نفس المطعم.. تذكر الجميع قصة الحب التي جمعت بين إبراهيم وسلمى.. كان السؤال: وإيه أخبار سلمى؟ تحدث هاني مؤكداً أنه لا يعرف شيئاً عن هذا الموضوع، لكنه أكد أنه لا يؤمن بهذه العلاقات.. تحدث عن عم إبراهيم الذي عرض عليه العمل معه في شركته، ثم تناسى ذلك بعد رفض إبراهيم لفكرة الزواج من ابنته.. تحدث تامر: غريبة، بس الحوار ده قديم أوي، اتلغى من زمان.. حسين: قديم، بس موجود.. بس ليه رفض بقى..؟! يرد هاني: ما انت عارف يا ابني.. يرد حسين: تصدق كان المفروض يشوف مصلحته.. يتدخل تامر: لأ، هيما صح.. الراجل بيحب سلمى، يبقى مينفعش يتجوز غيرها.... اختلف معه هاني في الرأي.. تحدث حسين عن أنه قد يجد عملاً في وقت قريب.. رد تامر: طب ابقى شوفلي معاك أي حاجة.. ثم تحدثا عن رحلة الإسكندرية التي قاما بها الأسبوع الماضي، كم كانت رحلة رائعة..!

                     ………………………………

     هي أيام رائعة تلك التي يعيشاها سامي وسما.. اقترب موعد الاحتفال بخطوبتهما.. مر أمامهما شريط الذكريات.. كان سامي في تلك اللحظات يتحدث مع سما للاطمئنان عليها قبل أن يخلد إلى النوم.. تحدثت سما عن والدها الذي كان دائم الخوف عليها.. تحدثت عن آمال التي تولت تربيتها لفترة طويلة.. تحدث سامي عن مستقله مع سما الذي يشعر بأنه سيكون رائعاً.. إنها قصة حب رائعة سيتم قص الشريط لكي تبدأ مراسم تتويجهما معاً في الأسبوع المقبل.. سما تنظر إلى النتيجة مرات عديدة في اليوم الواحد، هذا بالإضافة إلى التاريخ الذي تتأكد منه كثيراً من خلال هاتفها على أمل أن يكون الوقت قد مر سريعاً ليقربها من يوم الاحتفال بالخطبة السعيدة.. هذا أيضاً ما كان يفعله سامي.. كانت والدته تتعجب من رغبته في أن يأتي هذا اليوم الآن قبل غداً، فتحدثه: ومستعجل أوي على أيه..؟! يرد مبتسماً: لما تشوفي سما هتعرفي، لما تكلميها؛ سما دي ملاك.. كانت والدته تشعر بأن سامي يبالغ في حديثه عن سما، ثم تعقب بلا صوت: تلاقيها بنت عادية من بنات اليومين دول، خليه يفرح له يومين.

                     ………………………………

     وقف إبراهيم في بلكونة غرفته ليلاً.. أخذ يفكر بعد أن تحدث قليلاً مع سلمى.. شعر بأن أسلوبها معه في الحديث بدأ يتغير قليلاً.. شعر أيضاُ أن الوقت يمر سريعاً.. ليتني أستطيع أن أوقف الوقت قليلاً لأفكر، لأرى ماذا سأفعل.. هذا ما كان يدور بخلد إبراهيم.. سلمى أيضاً كانت في حيرة من أمرها، فإبراهيم ليس لديه أية خطط واضحة لمستقبله.. كيف يمكنها أن ترى مستقبلهما معاً وهي تعلم أن عليها الانتظار، بل قد يكون الانتظار طويلاً.. تعلم أن إبراهيم قد يفعل المستحيل من أجلها، لكنها باتت قلقة حيال هذه المشاعر المتبادلة بينهما.. إلى أين تأخذها تلك المشاعر.. هل من الممكن أن يجد إبراهيم بديلاً لها، ولما لا..؟ ربما يكون ذلك أفضل له ولها.. لم يكن إبراهيم يتخيل أن يرى بديلاً لسلمى.. كان يراها الحب الأول والأخير بحياته.. كان هناك صوتاً مسموعاً يخرج من شقة أحد جيرانه؛ إنها أغنية.. الأيام دي صعبة شوية، واللي مهون الأيام دي، خوفك انتي يا روحي عليا، بيخلي الأيام دي تعدي، حبك بس اللي مخليني أصبر عالدمع اللي في عيني، خليكي جنبي وقويني، انتي أغلى العالم عندي.... "يا سلام.. حبك بس اللي مخليني أصبر عالدمع اللي في عيني.. خليكي جنبي بقى يا سلمى...." هكذا تمتم إبراهيم.

                  ………………………………
                                    إلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق