-1-
يصعد المطرب الشعبي الشهير (مجدي حسين) المسرح لكي يحيي فرح (ابن الحاج سعيد عبد التواب) الذي لا يزال يعمل جزاراً، صعدت راقصتان على المسرح الخشبي، كانت كل منهما ترتدي بدلة رقص.. أحد البدلتين لونها بمبي والأخرى سوداء، كان الجزء الأكبر منها شفافاً عدا أعلى البدلة، بالإضافة للتنورة التي كانت لها فتحة من الأمام.. يبدأ المطرب في الغناء: اللي سهل بييع ضميره.. ومفيش حاجة تملا عينه.. الناس خلاص يا دينا نسيت ربنا.. راكبين قطر الحرام وبنغرق كلنا.. عشان طمع النفوووس.. عشان حبة فلووس بنموت بعضنا.. هات أحزانك على أحزااني.. اسأل نفسك مين الجاني.. فكر شوف بلاوي الناس.. جرب تبقى في لحظة مكاني...
يقاطعه أحد أعضاء الفرقة: أكبر تحية لكل تجار اللحمة وتحية خاصة للمعلم سعيد عبد التواب، وابنه شريف، والله أكبر عليه النهاردة، وتحية خاصة للنجم الكبير إبراهيم كرم اللي منورنا النهاردة في الفرح، واللي يحب ربنا يصلى على النبي.. يكمل (مجدي حسين): عشان تعيش وسط البشر لازم تساايس.. تلبس قناع في وشوش الناس متقلعوش.. ده الورد في ايدين البشر لكن مبتشموش.. لازم تعيش والهم مدَّاري.. تشيل همومك واوعي تحكي للي بايع واللي شاري.. وتقابل الناس عالحرير وانت في شوك دايس.. تقابل الناس عالحرير وانت في شوك دايس.. عشان تعيش وسط البشر لازم تكون مسايس.
يقاطعه أحد أعضاء الفرقة: أكبر تحية لكل تجار اللحمة وتحية خاصة للمعلم سعيد عبد التواب، وابنه شريف، والله أكبر عليه النهاردة، وتحية خاصة للنجم الكبير إبراهيم كرم اللي منورنا النهاردة في الفرح، واللي يحب ربنا يصلى على النبي.. يكمل (مجدي حسين): عشان تعيش وسط البشر لازم تساايس.. تلبس قناع في وشوش الناس متقلعوش.. ده الورد في ايدين البشر لكن مبتشموش.. لازم تعيش والهم مدَّاري.. تشيل همومك واوعي تحكي للي بايع واللي شاري.. وتقابل الناس عالحرير وانت في شوك دايس.. تقابل الناس عالحرير وانت في شوك دايس.. عشان تعيش وسط البشر لازم تكون مسايس.
ثم يصعد أحد الذين يريدون تقديم بعض الأموال كنقطة مع إلقاء التحية لهم.. في هذه الأثناء كان إبراهيم كرم يجلس في أحد كراسي المقدمة وبجواره صديقه هاني.. كان يرتدي بدلة سوداء، بالإضافة إلى قميص أبيض بلا رابطة عنق.. جلس يتأمل كلمات الأغنية.. يتذكر قصة الحب التي كانت سبباً في تواجد الجميع للاحتفال بهذا الزواج.. قصة حب حقيقية بين شريف عبد التواب (العريس) وعروسه (سعاد) التي كانت تسكن بجواره.. هي قصة حب منذ الصغر.. أو كما كانوا يقولون: ليلي لشريف، وشريف لليلي.
………………………………
بعد انتهاء امتحانات الفرقة الرابعة بكلية التجارة بجامعة (عين شمس) أصبح إبراهيم في انتظار النتيجة لكي يحدد وجهته القادمة، كان عليه أن يبحث عن عمل مناسب لكي يبدأ حياته بعد أن انتهي من مرحلة الدراسة.. بعد مرور أسبوع بالتمام والكمال على نهاية الامتحانات.. يقوم بإجراء مكالمة تليفونية هامة مع الشخص الذي لم ينقطع عن الاتصال به منذ نهاية الامتحانات.. إنها سلمى التي أحبها منذ العام الدراسي الأول له بالكلية.. سلمى: إيه أخبارك؟، إبراهيم: زي الفل.. وبعدين ده سؤال تسأليه وأنا بسمع صوتك، بس تصدقي وحشتيني بجد، سلمى: أكيد طبعاً، وانت تقدر تستغنى عني.
بعد أن ينهي إبراهيم المكالمة يجلس لكي يتذكر الأيام الرائعة التي مرت طوال الأربعة سنوات أثناء دراسته الجامعية.. يتذكر سلمى التي شعر منذ أن رآها وكأنه يعرفها جيداً.. يتذكر كيف مرت السنوات سريعاً منذ صغره إلى أن وصل إلى هذه اللحظة التي يتمدد فيها على سريره في غرفته المظلمة في هذا الوقت - بعد الساعة الثامنة مساءاً بقليل - كان يستمتع بصوت فيروز التي زادته إصراراً ومنحته شعوراً رائعا بكلماتها: أنا لحبيبي وحبيبي إلي، يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي، لا يعتب حدا ولا يزعل حدا، أنا لحبيبي وحبيبي إلي.. تذكر والده يوسف الذي كان يستمع دائماً لصوت فيروز، كان يقول دائماً: "ده صوت ملائكي، صوتها بيعمل مساج للمخ"؛ تذكر كيف كان يساعده في طفولته، كان يشرح له بعض دروسه، يلعب معه أحياناً، يشاهد معه مباراة لفريقه المفضل الزمالك.
تذكر أيضاً يوم وفاة والده الذي شعر ببعض التعب أثناء تواجده في عمله كمحاسب بإحدى المصالح الحكومية.. عاد إلى منزله ليستريح، ذهبت زوجته (سوسن) لإعداد الطعام.. كانت رائحة الملوخية رائعة، كانت تبتسم أثناء إعداد الطعام لتذكرها كلمات يوسف التي كان يرددها كثيراً منذ زواجهما: "الملوخية دي شاهدة على حبنا، أول أكلة عملتيها بعد الجواز كانت ملوخية، بصراحة كنت حاسس إن انتي عمرك ما دخلتي المطبخ، ناس كتير بتقول الست الحلوة مبتعرفش تطبخ، بس طلعتي أستاذة، متجوز قمر، وكمان أستاذة أكل، أنا مش عايز حاجة تاني كده خلاص"، ترد: "ههههه، طب ما انا عارفة".
"كانت أيام جميلة" بهذه الكلمات تحدثت سوسن قبل أن تذهب لتوقظ يوسف.. ذهبت لتوقظه فلم تستطع فقد غادر الحياة.. تألمت كثيراً بصحبة إبراهيم الذي ترك والده في حياته فراغاً كبيراً لم يستطع أحد أن يملؤه.. كان ذلك في الأجازة الصيفية قبل أن يبدأ العام الجامعي الأول له.
امتلئت عينيه بالدموع، ثم تحدث بصوت مخنوق: الله يرحمك يا بابا.. استمر في تذكر بعض الذكريات العائلية بصحبة والديه، وكيف أن والدته سوسن قد ساعدته على إتمام دراسته إلى أن أصبح على مشارف الحصول على شهادة جامعية.. كم كانت رائعة!
نشأ إبراهيم في حي شبرا بالقاهرة.. هو شاب مصري أتم عامه الواحد والعشرين.. له شعر كستنائي اللون قصير.. قمحي البشرة، ذو وجه بيضاوي الشكل.. يتميز بالطول إلى حد ما حيث يبلغ طوله 180سم.. اهتمامه بممارسة الرياضة بدا واضحاً على جسده.
يأتي موعد النتيجة الحاسمة لإبراهيم، ولكل دفعته بالفرقة الرابعة.. يجلس إبراهيم مع أصدقائه في انتظار النتيجة.. يتحدث الجميع عن لهفتهم لمعرفة النتيجة لكي يشعروا بالاطمئان.. يتحدث حسين: يا ابني كبر دماغك، أنا بقالي 7 سنين في الكلية دي، ومش عايز أمشي، ولو طلعت النتيجة ولقيت نفسي ناجح هعيد تصحيح الورق بتاع كل المواد.. يرد تامر: عندك حق، يا عم حد لاقي قعدة حلوة زي كده، وبعدين هما اللي بيتخرجوا بيروحوا فين، في الآخر هما اللي بيتعبوا.. يتحدث هاني: ما تنقطنا بسكاتك يا عم انت وهو، احنا عايزين ننجح.. ترد سلمى مسرعة: أيوة يسمع من بقك ربنا.. ثم تتحدث سميرة: اللي يجيبه ربنا كويس.
وبعد انتظار النتيجة لمدة ثلاث ساعات يتم تعليق النتيجة.. ويذهب كل منهم لمعرفة نتيجته.. تتحدث أحدالفتيات أمام إبراهيم: وبعدين في الدكتور ابن الكلب ده، دي تاني سنة يشيلني نفس المادة، يرد إبراهيم: فعلا، ربنا يستر.. يتعجب حسين من نتيجته: أعمل إيه بس! يعني المادة اللي كتبت فيها شريط عمرو دياب أجيب فيها امتياز، وفي النهاية انجح! دي كوسة، حسبي الله ونعم الوكيل.. وينظر إبراهيم لنتيجته: الحمد لله، جيد جداً، أهو كدا الواحد يبدأ يشوف حياته بقى.. أما سلمى فقد كان تقديرها جيد جداً وهو نفس تقدير (هاني) صديق إبراهيم المقرب.
………………………………
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
جئت لاعلن تواجدي وزيارتى --
ردحذفأشكرك أستاذ عادل.. وتشرفني زيارتك.. وفي انتظار آرائك.
ردحذف