backgrounds | Free Pics

الخميس، 17 نوفمبر 2011

الدوبلير (7)


-7-

     يأتي الحاج يسري (خال إبراهيم) لزيارة شقيقته سوسن.. تتحدث معه سوسن عن الأوضاع المعيشية الصعبة، عن إبراهيم وسعيه الدائم للحصول على عمل مناسب.. يأتي إبراهيم في نفس الوقت من الخارج، كان قد ذهب لزيارة بعض أصدقائه.. يرحب بخاله يسري، ثم يجلس ليتحدث معه.. كان الخال يسري لطالما يأتي لزيارتهم، لكنه انقطع قليلاً في الفترة الماضية نظراً لانشغاله بعمله.

    عندما ولد إبراهيم كان الحاج يسري لا يزال يدرس في المرحلة الثانوية، كانت فرحته كبيرة بإبراهيم، كان يتردد كثيراً على بيت سوسن لكي يرى إبراهيم ويلعب معه، يعطيه بعض الحلوي أحياناً،  كان يجلس معه ليشاهد مباريات الزمالك بصحبة والده (يوسف) أيضاً.. لا تستطيع سوسن أن تنسى ما كان يفعله يسري معها ومع أسرتها، كانت عندما تمر بأي ضائقة مالية؛ دائماً ما كانت تجده بجوارها، وإن لم يكن معه ما يكفي فقد كان يقترض لأجل أن تمر هذه الضائقة بسلام.. كان الحديث مع الخال يسري دائماً ما يحمل الكثير من المزاح.

     ظل يسري طوال الحديث يقدم اعتذاره عن الانشغال في عمله، وعدم قدرته على زيارتهم كثيراً.. كان لديه مقهى لا يبتعد كثيراً عن الشارع الذي تقيم به سوسن.. تحدث عن بعض المشكلات التي تواجهه في عمله، فالذين يعملون معه بالمقهي يثيرون العديد من المشاكل.. ابنه ياسر أًصبح الآن أكثر انشغالاً نظراً لكثرة الدروس، فهو بالثانوية العامة هذا العام.. تحدث معه إبراهيم عن الفترة الماضية، ورحلته في البحث عن عمل مناسب.. عرض الحاج يسري على إبراهيم أن يعمل معه بالمقهى لبعض الوقت؛ سيكون راتبه معقولاًً، ليعمل معه إلى أن يجد عملاً مناسباً، وفي نفس الوقت سوف يستفيد في الحياة العملية، ويرى الدنيا بشكل جديد من خلال تعاملاته اليومية مع رواد المقهى.. سرح إبراهيم قليلاً، إنه يفكر في سلمى، كيف سيكون رد فعلها إذا حدثها بأنه سيعمل في مقهى..؟! لكنه تذكر سريعاً أنَّ عليه أن يعمل أياً كان هذا العمل لطالما سيحصل على أجر مناسب يساعده في هذه المرحلة.. يفيق إبراهيم على كلمات خاله: ولو تعرف واحد كويس من أصحابك يشتغل معاك... تذكر في هذه اللحظة صديقه هاني.

                    ………………………………

     ذهب إبراهيم في المساء إلى صديقه هاني، جلسا بحجرة هاني.. تحدثا عن الفترة الماضية.. تحدث هاني عما فعله مع عمه (ربيع)، فقد أخذ يتأخر عن موعده في بعض الأيام، وفي وقت آخر يغيب بسبب شعوره ببعض الإرهاق، بالطبع كان يتصل به الحاج ربيع ويوبخه، وقد يتطور الأمر لبعض الألفاظ البذيئة.. الآن يعتقد هاني أن عمه على وشك طرده من العمل.. يتدخل إبراهيم: مصلحة.. ثم يبدأ إبراهيم في الحديث عن زيارة خاله يسري لهم اليوم، حكي له عن اقتراح الخال (يسري) بأن يعمل معه لفترة في المقهى، وهو بحاجة أيضاً لشخص آخر.. حبذا لو يأتي هاني للعمل معه!؟ هكذا اقترح إبراهيم على صديقه هاني بأن يأتي ليعمل معه لفترة.. صمت هاني قليلاً حيث تذكر الفترة التي قضاها مع عمه، وهو لا يزال يعمل معه إلى الآن.. استطرد إبراهيم حديثه موضحاً أن خاله (يسري) يختلف كثيراً عن العم (ربيع)، فهو لا يفكر كثيراً في المال؛ نعم يربح الكثير، لكنه أيضاً يصرف الكثير.. تحدث إبراهيم عن ذكرياته مع الخال (يسري)، والعديد من المواقف التي وقف فيها إلى جوار أسرته، لم يبخل بمال عليهم، وإن وصل الأمر لأن يقترض من أجل مساعدتهم.. ضحك هاني بعدما استمع لهذه المواقف وتحدث: بالضبط زي عمي ربيع.. فلطالما كان يتهرب الحاج ربيع من أي مساعده لأسرة هاني، أو حتى لغيرهم.. إن كان الوضع كذلك فأهلاً بالعمل مع الحاج يسري، أياً كان هذا العمل، فالعمل شرف، ونحن بحاجة للعمل.. هكذا تحدث هاني قبل أن يرد إبراهيم: والحاج ربيع..!؟ ابتسم هاني ثم تحدث: مع نفسه.. إبراهيم: إيه..؟ ده عمك بردو.. هاني: خلاص، يبقى مع حضرته...

                    ………………………………

     جلست سعاد مع شقيقتها سامية بالإضافة إلى سلمى التي جلست على استحياء وهي تخشى أن تتحول الجلسة إلى  الحديث عن عمر، وهو ما يعني الحديث عن زواجها، وقد يكون ذلك الأمر قريباً، ولم لا..؟ فالعريس لا ينقصه شيئاً، فقد تسير الأمور بشكل أسرع.. تذكرت إبراهيم وكأنه يقف أمامها، بل يجلس معهما؛ إنه يجلس بجوار سامية.. استمرت سامية في الحديث الذي لا يتوقف، أحياناً تتحدث عن الحكومة التي أفسدت البلاد، ثم تعود وتتحدث عن الاستقرار الذي تنعم به البلاد في ظل الحكومة الرشيدة التي لديها رؤية جيدة سواء في إدارة البلاد أو في مواجهة خصومها مهما بلغت قوتهم أو تأثيرهم في الشارع، انتقلت بعدها لتتحدث عن طرق إعداد الطعام، وما تعلمته مؤخراً من بعض البرامج التي تتابعها عبر التليفزيون، وأخذت سعاد توضح لها أنها قد سمعت عن ذلك، لكن بشكل مختلف قليلاً، انتقلت بعدها سامية لتتحدث عن زوجها وانشغاله في الفترة الأخيرة، ثم جاء الدور على عمر الذي كان يجلس أمام التليفزيون مع والده بالإضافة إلى والد سلمى.. كانت هذه اللحظة التي انتظرتها سلمى منذ أن جلست مع خالتها، لكنها كانت تتمنى ألا تتطرق سامية إلى هذه النقطة تحديداً.. بالطبع انتقلت سامية من الحديث عن عمر إلى الحديث عن عمله مروراً بمدحه بعض الوقت، ثم انتهت بالحديث عن حاجته لزوجه رائعة، ونظرت إلى سلمى كأنها تقول: إنها سلمى.. نظرت سلمى إلى السقف قليلاً، شعرت بأن إبراهيم الذي يجلس بجوار سامية قد أشار إليها بيده ألا توافق.. أصبحت أكثر تردداً.. بالأمس كانت تقول: ولم لا..!؟ اليوم شعرت أنها لا تستطيع، ولم توافق..!؟ ابتسمت سعاد وكأنها توافق على زواج سلمى من عمر، ثم بدأت في مدحه قليلاً، فهو شاب مجتهد لا يتوفر كثيراً  في هذه الأيام.. أوضحت سامية رغبتها في أن يتزوج عمر من سلمى.. شعرت سلمى ببعض الألم، لكنها أبدت بعض التماسك.. بالطبع رحبت سعاد بهذا الزواج.. قررت سامية أن تأتي في الأسبوع المقبل مع عمر وعبد الفتاح لزيارتهم مرة أخرى، مع إعطاء الفرصة لسلمى حتى تفكر في هذا الأمر.. أبدت سامية ابتسامة وكأنها تعرف بأن سلمى ستوافق.

                      ………………………………

     يأتي تامر وحسين ورامي لزيارة إبراهيم وهاني أثناء عملهما في المقهى ليلاً.. يجلس تامر ليشاهد التلفزيون بجوار حسين ورامي، أتي إبراهيم ليجلس معهما قليلاً.. لقد قرروا زيارة إبراهيم بعد أن ابتعد لفترة، فجاءوا لرؤيته والجلوس معه.. كان هاني لا يزال يتابع بعض الزبائن، ثم جاء ليجلس مع أصدقائه وترك عماد وسيد يتابعان الزبائن.. تذكر الجميع أيام الدراسة، وبعض الذكريات.. لقد باعدت الحياة بينهما، كانوا دائماً ما يجلسون معاً طوال الأسبوع، لا يفترقون سوى بالعطلات، وقد يلتقون بالعطلات أيضاً.. تحدث تامر عن العمل الجديد الذي يعمل به بصحبة حسين ورامي، إنهم يحصلون على أجر جيد، إنه عمل رائع إذا أردتم العمل معنا. 

      رغم أن العمل في المقهى قد يكون مرهقاً بعض الشيء، لكن الراتب جيد إلى حد ما، فهو ضعف ما كانا يحصلان عليه مع العم ربيع، فالعمل في المقهى مع الحاج يسري يعد أفضل بكثير، كذلك فالحاج يسري يقدرهما جيداً، وكأنه والدهما.. هذه الأسباب جعلت إبراهيم يتمسك بالعمل في المقهى في هذا الوقت تحديداً، وهو ما أكده هاني أيضاً.. استمر الأصدقاء معاً في المقهى يتحدثون، ويشاهدون التليفزيون، والبعض (تامر وحسين ورامي) يدخن الشيشة.. كانت سهرة رائعة جعلتهم يتذكرون أيام الكلية، وأكد الجميع على أهمية تكرار هذه السهرة الرائعة في القريب العاجل.

                  ………………………………
                                 إلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق