backgrounds | Free Pics

الاثنين، 13 يونيو 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 7


الحلقة السابعة
 
    
     ولا يزال (رحمي) يتحدث:
رحمي: الموضوع يا حبيبي...
     تتغير الأجواء فجأة... يتغير المشهد... يبدو (يتمنى) مع خاله (رحمي) حيث يعبران الطريق في اتجاه شركة (المستثمر الناصح) التي يعمل (يتمنى)، في هذا الوقت من صيف عام 2007 كان (رحمي) لا يزال يعمل بالشركة، وكان (يتمنى) لا يزال في مرحلة التدريب في بداية عمله في هذه الشركة. كان (يتمنى) أصغر سناً من الآن، حيث قد مشط شعره القصير ناحية اليمين من وجهه مع وجود فرقاً في الناحية اليسرى من رأسه، كان يرتدي قمصياً قد أغلق آخر زر فيه حتى كاد أن يختنق، كان يرتدي أيضاً بنطالاً كلاسيكياً، وكان يتوسط ملابسه حزاماً رفيعاً معلقاً على يساره الجراب الخاص بهاتفه المحمول.
رحمي: وبعد فترة يا حبيبي هتاخد وضعك في الشركة... اصبر بس الفترة دي وهتشوف.
يتمنى: أنا صابر... بس حاسس إن أنا مش فاهم حاجة خالص، وفي واد رخم كده اسمه مجدي عامل فيها أبو العُريف، مع إنه حماااااااااار.
رحمي: ههههههه، بكرة يبقى صاحبك وحبيبك.
يتمنى: مستحييييييييييييييييييييل.
     يتوقف (رحمي) قليلاً عند باب الشركة الرئيسي حيث يرى الأستاذ شريف مدير الشركة؛ إنه الابن الأكبر لرجل الأعمال كمال رمزي، كان الأستاذ شريف في هذه اللحظة يتحدث مع أحد رجال الأعمال الأجانب معطياً ظهره إلى (رحمي) و(يتمنى)... اقترب (رحمي) منه فاستمع إلى بعض الكلمات بالإنجليزية:
دييجو: (بإنجليزية ركيكة) لدينا العديد من الحمير... هههههههه.
شريف: رائع جداً.
     يتوقف (رحمي) قليلاً...
رحمي: حمير؟! (ويتذكر ما حدث في اليوم الفائت).
     رحمي يجلس على الطاولة منتظراً زوجته سامية التي كانت لا تزال تضع الطعام على الطاولة:
رحمي: يلا بقى... ادخلي باللحمة... شغل شركتنا، مش أي شغل.
سامية: (تضع بعض الأطباق ثم تجلس) يا سلام... هنشوف، بس لحمة شكلها جميلة جداً.
     وبعد أن انتهوا من تناول الطعام، ذهب (رحمي) لمشاهدة التلفاز، وأحضرت سامية الشاي، وجلست بجواره على الأريكة.
رحمي: شوووووووووط يا رجل.
سامية: ليه بترفس برجليك يا رحمي؟
رحمي: معلش اصلي اندمجت مع الماتش.
رحمي: مال ودانك يا سامية؟ شكلها بدأت تكبر..!
سامية: إيه؟ (وتذهب لتشاهدها في المرآة، ثم تعود) لا هيا كده أصلاً.
رحمي: مفيش عندك حاجة خضرة؟
سامية: ازاي؟
رحمي: نفسي في أي حاجة لونها أخضر.
سامية: كان في عندنا جرجير (وتذهب لتحضر الجرجير).
سامية: اتفضل طبق جرجير (ثم تجلس).
     ويبدأ (رحمي) في أكل الجرجير، بل ويضع الجرجير أحياناً في كوب الشاي ثم يأكله، يبدو أنه قد تأثر بالمباراة، أو أن شيئاً آخر قد حدث.
     يفيق (رحمي) على صوت (يتمنى).
يتمنى: انت رحت فين يا خالو؟
رحمي: شيئاً آخر قد حدث.
يتمنى: ازاي يعني؟
رحمي: يلا نسلم على الأستاذ شريف.
شريف: أستاذ رحمي، طبعاً عارف الأستاذ دييجو مندوب الشركة اللي بنستورد منها في باراجواي.
رحمي: أكيد طبعاً، أنا شفته قبل كده كتير.
شريف: (متحدثاً إلى دييجو) إنه الأستاذ رحمي، أحد العاملين المتميزين بالشركة.
دييجو: رائع... أنا سعيد بلقائك أستاذ رحمي.
رحمي: أنا أيضاً سعيد بلقائك أستاذ دييجو.
يتمنى: أنا أيضاً سعيد بلقائك.
دييجو: منْ هذا؟
رحمي: إنه أحد العاملين الجدد بالشركة.
شريف: لقد رأيته مسبقاً... ههههه.
يتمنى: أنا أيضاً رأيتكم مسبقاً.
 
          ................................
 
    
     وفي المساء يلتقي (رحمي) مع صديقه سعيد الذي يعمل معه في الشركة، حيث يذهب (رحمي) لزيارته، وجلسا يتحدثان سوياً.
رحمي: ( يحتسي قليلاً من الشاي ثم يضع الكوب أمامه على المنضدة) يعني بيستوردو لحمة حمير.
سعيد: ما هما بيستوردو لحمة، ما أنا عارف.
رحمي: لحمة حمير.
سعيد: ما هي لحمة الحمير لحمة... مش هي بتتاكل؟
رحمي: انت بتتكلم بجد يا راجل؟
سعيد: ما بتتاكلش... صح؟
رحمي: أيوه يا ابني، وبعدين دول بيبيعوها على إنها لحمة بقري، وبعدين انت ما تعرفش اللي حصل لي امبارح لما قلت أجرب اللحمة بتاعة الشركة، مع إني شغال من زمان في الشركة دي، بس قررت أجربها امبارح، وكانت شورة مهببة.
وتدخل زوجة سعيد تحمل طبقاً.
سميرة: الجرجير وصل.

          ................................

      
     يفيق (يتمنى) فجأة على صوت هاتفه... إنه رقم غير مسجل بهاتفه.
يتمنى: إيه الرقم ده... آخره 15... ألو.
رجل: أيوه يا عباس أنا جايلك دلوقتي عشان نوزع البضاعة.
يتمنى: عباس مين؟
رجل: انت عباس.
يتمنى: النمرة غلط ( ثم ينهي المكالمة).
يتمنى: وبعدين في الناس المساطيل دول! بضاعة إيه؟ ضيع بقية الحلم الله يخرب بيته.

          ................................

      
     وفي مساء اليوم التالي يجلس (يتمنى) لمشاهدة التلفاز في انتظار تامر الذي تأخر على غير العادة.
التليفزيون: شيء بينزل من السماء لو بدلنا حرف أصبح دولة عربية... عايزين نعرف يا جماعة إيه الشيء ده؟ وإيه هيا الدولة؟ اتصل عشان تكسب 5000 جنية.
يتمنى: لبنااااااان (بصوت مرتفع).
     ويدخل تامر فجأة.
تامر: قطر يا غبي.
يتمني: وليه الغلط بقى؟
تامر: طب ازاي لبنان؟
يتمنى: مش عارف... بس ازاي بقى قطر(ويضع سبابته على رأسه).
تامر: مطر... لو بدلنا الميم بالقاف تبقى قطر.
يتمنى: تصدق صح... بس انت كنت فين؟ اتأخرت النهاردة كده ليه؟
تامر: أصلي عديت على سالي بالعربية بتاعتك وروحنا اتغدينا واتفسحنا.
يتمنى: تمام.
تامر: بس العربية.....
يتمنى: (بصوت مرتفع) مالهاااااااااااااا؟
تامر: ركنتها تحت... ههههههههههه.
يتمنى: وقَّعت قلبي.
تامر: هههههههه.
يتمنى: كنت عايزك في موضوع.
تامر: خير يا ابني؟
يتمنى: انت عارف خالي رحمي؟
تامر: ده حبيبي... ياااااااه فين أيام ذكريات زمان.
يتمنى: كمان ذكريات... تمام، المهم إيه موضوع لحوم الحمير ده.
تامر: انت عرفت؟!
يتمنى: أيوه.
تامر: أصله مكانش عايزك تعرف عشان ما تضيعش وقتك، أو ما تعرضش نفسك لخطر.
يتمنى: أضيع وقتي ازاي؟ أو أعرض نفسي للخطر؟!
تامر: الموضوع كبير يا تيمو، بردو أنا مش عارف انت ازاي عرفت؟
يتمنى: خالي رحمي جالي امبارح وأنا نايم وقاللي الحكاية بس ما كملش، بس قاللي إن انت هتساعدني عشان انت عارف تفاصيل كتير.
تامر: تمام... الموضوع كبير، بس المستندات اللي كانت مع خالك رحمي كلها موجودة عنده في الشقة، طبعاً انت عارف إنه مكانش عنده ولاد، أكيد هتلاقي ورقه زي ما هو في المكتب بتاعه.
يتمنى: بس دي مستندات إيه يا تمور؟
تامر: المستندات اللي بتدين الشركة اللي انت شغال فيها.
يتمنى: يا خبر أسود.
تامر: الموضوع كبير، بس لازم انت تتحرك، اللحوم دي أكيد ليها مخاطر، والناس بتاكلها على أساس إنها لحمة بقري.
يتمنى: أنا شخصياً متعود عليها.
تامر: المهم إن مفيش حد عارف حاجة عن الموضوع ده غير خالك  والأستاذ سعيد اللي بطل يتكلم عن الموضوع ده بعد موت خالك.
يتمنى: ليه؟
تامر: عشان خالك مات بطريقه غريبة... على فكرة مرات خالك ما تعرفش حاجة عن الموضوع.

          ................................

      
     ويذهب (يتمنى) إلى شقة خاله حيث تستقبله زوجة خاله كريمة استقبالاً رائعاً ثم تأذن له بالدخول وتبعه تامر الغير واضح بالنسبة لكريمة. وبعد أن جلسا للتحدث.
يتمنى: والله من زمان نفسي أزور حضرتك، ياااه كانت أيام جميلة، فين أيام خالي رحمي الله يرحمه.
كريمة: الله يرحمه، انت كمان كنت بتنور البيت دايما يا (يتمنى).
يتمنى: كنت عايز أشوف شوية ورق في مكتب خالي تبع الشغل.
كريمة: هو المكتب زي ما هو، محدش دخله من ساعة ما خالك مات... أنا ساعات بحب أقعد في المكتب وافتكر رحمي.
يتمنى: الله يرحمه.
     وبعد أن دخلا الغرفة.
كريمة: اتفضل يا ابني شوف الورق اللي انت عايزه.
يتمنى: متشكر جدا.
تامر: أيوة ركز معايا... افتح الدرج التالت.
يتمنى: تمام.
تامر: هتلاقي الملف الأزرق.
يتمنى: لقيته.
كريمة: (التي تجلس على أريكة تبعد قليلاً عن المكتب) لقيت الورق يا يتمنى؟
يتمنى: تقريباً... هشوف كده.
تامر: شوف جوا الملف هتلاقي 2 سي دي.
يتمنى: لقيتهم.
تامر: قشطة.

          ................................

      
     وعند العودة إلى شقة (يتمنى) جلس (يتمنى) مع تامر في الصالة حيث أخذ يتمنى يقرأ بعض الأوراق في الملف الذي أتى به من مكتب خاله رحمي، وجلس تامر على كرسي بجواره يراقب رد فعله، ويشرح له بعض الأمور.
يتمنى: يا نهار أسود... كل الكمية دي دخلت واتوزعت.
تامر: ولسه لغاية دلوقتي يا معلم.
يتمنى: معلم إيه بقى!
تامر: لسه السي ديهات عليها ملفات من الشركة.
يتمنى: بس خالي عرف يجيب ده كله ازاي؟
تامر: خالك كان بيجي يحكي لوالدك وأنا كنت بسمع، وحاولت أساعدهم كتير أنا وأصحابي، بردو الأستاذ سعيد كان بيحاول مع خالك رحمي لغاية ما خالك رحمي مات، ومن يومها الملف اتقفل بالنسبة للأستاذ سعيد.
يتمنى: يعني باع القضية أول ما خالي رحمي مات؟
تامر: هوه الحقيقة خاف على نفسه.
يتمنى: خاف على نفسه ازاي؟ ومن إيه؟
تامر: انت عارف يا ابني خالك مات ازاي؟
يتمنى: قصدك إيه؟
تامر: بص يا تيمو خالك.........

          ................................
                                                                                                                 إلى اللقاء في الحلقة القادمة 





    

السبت، 4 يونيو 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 6

الحلقة السادسة

      
     وتستمر المكالمة ما بين تامر وسالي:
سالي: الموضوع إن باباها تعب فجأة امبارح بليل، وراح المستشفى، أنا كنت معاها امبارح طول الليل، وروَّحت نمت، وعديت عليها الصبح.
تامر: يا خبر، أبوها!
سالي: إيه...؟
تامر: قصدي والدها، ويا ترى عامل إيه دلوقتي؟
سالي: بقى أحسن، أنا هعدي عليها كمان شوية.
تامر: أنا لازم أطمن عليه النهاردة.
     وتستمر المكالمة قليلاً بعد أن قرر تامر الذهاب إلى المستشفى للاطمئنان على والد أمنية، حيث أن سالي ستكون هناك بالطبع.

              ................................

     ويعود تامر مسرعاً إلى (يتمنى) الذي لا يزال يتناول طعام الغداء... يجلس بجواره:
تامر: (بعد أن وضع يده اليمنى على كتف (يتمنى) الأيسر) خلاص يا باشا، جبتلك أخبار حصرية.
يتمنى: أخبار حصرية ازاي؟
تامر: يعني عمرك ما كنت هتوصلها من غير حبيبك تامر.
يتمنى: وإيه هيا الأخبار دي يا تمور؟
تامر: ومالك مستهتر بيها كده يا تيمو، طب خلاص مفيش أخبار.
يتمنى: زي ما تحب يا تيمو.
تامر: (يهم بالقيام) بس الموضوع كان عن أمنية.
يتمنى: ( يقوم ويمسك به لكي يجلس) يبقى استني بقى، إيه الأخبار دي ياض؟
تامر: (بعد أن جلس مرة أخرى) أيوة كده، عشان ما تستهترش بالأخبار الحصرية تاني؛ المهم أبوها تعب امبارح بليل فجأة، وراح المستشفى.
يتمنى: طب ليه ما بتردش عليا؟ وبعدين كانت المفروض تقولي.
تامر: يا ابني بقولك أبوها تعب فجأة، يعني أكيد ما كانتش مركزة.
يتمنى: طب مين اللي قالك؟ عرفت ازاي؟
تامر: لا، عادي، عفريت صاحبي قالي.
يتمنى: يبقى لازم أروح دلوقتي حالاً.
تامر: يا عم مش مشكلة، أنا هبقى أطمن عليها، وأقولك الأخبار، ولو في ضرورة هروح معاك.
يتمنى: لأ، لازم أروح وأنت هتيجي معايا.
تامر: يا عم ما تقلقش، وبعدين أنا عندي مشوار مهم مع واحد صاحبي دلوقتي.
يتمنى: ده موضوع أهم من مشوارك، هيا فين المستشفى عشان نروح.
تامر: مش عارف، تصدق نسيت أسأله.
يتمنى: يبقى اتصل بيه تاني، واعرف المستشفى فين، وأنا هقوم ألبس عشان هنروح دلوقتي.
تامر: (يهمس بعد أن تحرك (يتمنى) لكي يستعد للخروج) يعني لازم تلزقلي في المشوار ده؟
يتمنى: إيه يا تمور؟
تامر: بقول أي خدمة يا تيمو.
يتمنى: حبيبي يا تمور.

              ................................

     وبعد أن دخل (يتمنى) بصحبة تامر المستشفى وجدا أمامهما أمنية حيث كانت تجلس على أحد الكراسي، وكانت تجلس بجوارها سالي.
تامر: طب هسيبك يا تيمو عشان تطمن انت بنفسك.
سالي: طب هسيبك يا أمنية... هروح أجيب حاجة أكلها.
     يتقدم (يتمنى) نحو أمنية التي قامت لتحيته.
يتمنى: ألف سلامة.
أمنية: الله يسلمك يا (يتمنى)... انت عرفت ازاي؟
يتمنى: عرفت إيه؟
أمنية: إن بابا هنا في المستشفى؟
يتمنى: أنا معرفش... أنا كنت جاي زيارة لواحد صاحبي، لقيتك هنا قلت يبقى في حاجة، وألف سلامة لوالدك.
أمنية: الله يسلمك يا (يتمنى).
يتمنى: هو عامل إيه دلوقتي؟
أمنية: الحمد لله... أحسن... يمكن يخرج على بليل.
يتمنى: الحمد لله.
     تجلس أمنية على نفس الكرسي الذي كانت تجلس عليه، ثم يجلس يتمنى في الكرسي المجاور له.
يتمنى: على فكرة انتي خضتيني عليكي بجد، بقى اتصل بيكي امبارح طول الليل، والنهاردة طول النهار، وما ترديش! ده بالإضافة إن انتي مجيتيش الشغل النهاردة؛ قلت أكيد في حاجة.
أمنية: أنا نسيت الموبيل في البيت لما جيت هنا بليل.
يتمنى: هوه انتي هنا من امبارح لغاية دلوقتي؟
أمنية: لأ، روَّحت البيت الصبح أوصل ماما وأماني، ونمت شوية، ، وكان أمين موجود هنا مع بابا، ده معرفش ينام من امبارح... لسه مروح من شوية.
يتمنى: بس الحمد لله... حصل خير.
أمنية: الحمد لله... إيه أخبار صاحبك اللي انت جاي تسأل عليه؟
يتمنى: أكيد هيبقى كويس، أنا عارف هلاقيه زي القرد... شويه وهقوم أسأل عليه.
     وبعد قليل من الوقت يضطر (يتمنى) للذهاب لكي يسأل عن صديقه الذي ادعى أنه موجود بهذه المستشفى، فذهب إلى الاستعلامات.
يتمنى: لو سمحتي هو الأستاذ علاء عبد الدايم في أوضة كام؟
الآنسة: هوه انت ابنه؟ هوه مات النهاردة، ادفع الفاتورة واستلم الجثة.
يتمنى: (محدثاً نفسه) جثة، مات... (ثم يرد مرتبكاً) ألف سلامة... إيه؟ قصدي عماد عبد الدايم.
الآنسة: مش عارفة الاسم ده... استنى لما أشوفه.
يتمنى: أنا هتصل بتامر... ده تلاقيه معاه دلوقتي.
أمنية: تامر مين؟
يتمنى: ده الانتيم بتاع عماد.
          وقد كان تامر واقفاً أسفل شجرة بصحبة سالي حيث يتبادلا الضحكات قبل أن يرد على هاتفه.
يتمنى: ألو، أيوه يا تامر... انت فين يا عم ؟ أنا في المستشفى، عايز أطمن على عماد.
تامر: عماد مين يا أهبل انت؟ ولا أبوها اسمه عماد؟ ما أنا لسه سايبك معاها.
يتمنى: إيه ده؟ روح الصبح... يبقى لازم أعدي عليه في البيت بليل.
تامر: شكلك اتجننت، بس عماد زي الفل، هتلاقيني معاه بليل.
يتمنى: ده أساسي، لازم نحتفل بيه كلنا، سلام. ( ثم ينصرف بصحبة أمنية).
تامر: أكيد هنحتفل بيه، هنحتفل ليه؟! سلام.
الآنسة: (ولا زالت تقلب أوراق أحد الدفاتر) مفيش حد بالاسم ده عندي؛ (ترفع رأسها فتجده قد ابتعد قليلاً عنها) يا أستاذ... يا أستاذ...
سالي: مين اللي كان بيكلمك؟
تامر: عماد... قصدي صاحب عماد.
سالي: صاحب عماد مين؟
تامر: سعيد.

              ................................

     وقبل أن ينام (يتمنى) قرر الاتصال بأمنية لكي يطمئن على والدها؛ حيث كان (يتمنى) في هذه اللحظة قد تمدد على سريره، وقد شدَّ الغطاء إلى صدره، وقد أسند رأسه على أحد الوسائد التي أسندها على مقدمة سريره.
يتمنى: يعني رجع البيت... الحمد لله، تمام.
أمنية: الحمد لله.
يتمنى: يعني هتيجي بكرة.
أمنية: هحاول، مع إني تعبانة جداً.
يتمنى: ألف سلامة، بس الشركة كلها عايزة تشوفك.
أمنية: الشركة كلها، يعني مش انت لوحدك... هههههههه.
يتمنى: الشركة كلها اللي هيا أنا طبعا... ههههههه، بس بجد أكيد الناس لازم تقلق عليكي، ده انتي بتيجي دايمأً أول واحدة، فجأة كده تختفي.
     وتستمر المكالمة إلى أن يغالبهما النعاس، فينهيا المكالمة، ثم يذهب كلا منهما للنوم... وإذ فجأة يرى (يتمنى) باب غرفته يهتز، ثم ينفتح الباب... يدخل عليه خاله (رحمي) الذي كان قريباً منه قبل أن يموت، حيث ساعده كثيراً حتي حصل على عمله، حيث كان عمه يعمل بنفس الشركة التي يعمل بها (يتمنى).
يتمنى: خالي رحمي!
رحمي: ازيك يا حبيبي.
يتمنى: كويس يا خالو، الحمد لله... انت عامل إيه؟
رحمي: أنا زي الفل يا (يتمنى).
يتمنى: وحشتني جداً يا خالي.
رحمي: وانت كمان يا حبيبي.
يتمنى: انت رحت فين؟
رحمي: أنا مسافر بعيد أوي، مسيرك تيجلي.
يتمني: بعيد فين؟
رحمي: مش مهم تعرف دلوقتي... هتعرف في الوقت المناسب.
يتمنى: طب ما بتجيش ليه؟ من زمان مشوفتكش.
رحمي: مش عايز أعطلك يا (يتمنى)، بس النهاردة قلت لازم أجيلك عشان موضوع مهم.
يتمنى: موضوع إيه؟
رحمي: الموضوع ده مكنتش عايز أقولك عليه، بس في حاجة حصلت خلتني أفكر كويس... وفي الآخر قررت أقولك على الموضوع ده.
يتمنى: ازاي؟ إيه اللي حصل؟
رحمي: بص يا ابني، موضوع الواد تامر اللي قاعد معاك في الشقة... أكيد مكنتش تعرفه قبل كده، أنا بردو قلت صعب إن انت تعرف، يمكن قلت صعب تتعاملو مع بعض... النهاردة انت صاحبه.
يتمنى: جداً... بس إيه علاقتك بتامر؟
رحمي: الموضوع ده قديم، بس تامر هيساعدك كتير، هو أكيد يعرف تفاصيل كتير.
يتمنى: جميل، بس إيه هوه الموضوع بقى؟
رحمي: الموضوع يا حبيبي........

              ................................
                                                       إلى اللقاء في الحلقة القادمة 








 
 
 

الخميس، 2 يونيو 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 5

الحلقة الخامسة

      
     يدخل مجدي إلى مكتبه في صباح يوم عمل جديد حيث يجد (يتمنى) قد سبقه بالحضور مبكراً لكنه يمسك بهاتفه المحمول الذي يضعه على أذنه اليمنى؛ يبدو عليه القلق، لا يتحدث حيث يبدو أنه يتحدث مع نفسه. ما هذا؟ يقترب مجدي منه، ويقف أمام مكتبه ثم يتحدث معه.
مجدي: مالك يا ابني؟ في حد مضايقك ولا إيه؟
يتمنى: إيه؟ لا لا ما فيش حاجة.
مجدي: لأ، شكلك في حاجة، انت بتتصل بمين؟
يتمنى: ما فيش، بتصل بأمنية.
مجدي: ومالك قلقان كده؟
يتمنى: أصلها ما بتردش، وبعدين بتصل بيها من بليل، أول مرة تعملها، ولسه مجتش لغاية دلوقتي، دي كانت بتيجي أول واحدة!
مجدي: بسيطة يا ابني، يمكن مش سامعة الموبيل، راحت عليها نومة، باعت الموبيل.
يتمنى: لأ، أنت كده بتهزر.
مجدي: انت اللي مكبر الموضوع.
            
               ................................

     يتمدد تامر علي الأريكة في الصالة؛ هاتفه بجواره علي المنضدة حيث يستمع لأغنية (تخونوه) بصوت المطربة شيرين: تخونوه وعمره ما خانكم ولا اشتكى منكم، تبيعوه وعمره ما باعكم ولا انشغل عنكم، تخونوه وعمره ما خانكم ولا اشتكى منكم، تبيعوه وعمره ما باعكم ولا انشغل عنكم، قلبي... قلبي ليه تخونوه؟!
تامر: ليه كده بس يا نانسي؟ (يسرح قليلاً فيتذكر بعض المواقف مع نانسي).
نانسي: كده طب مش هتغدى معاك النهاردة.
تامر: ليه بس كده؟ وبعدين يرضيكي اتغدى لوحدي؟
نانسي: يعني ينفع اتصل بيك طول الليل وما تردش، وتقولي كنت مشغول.
تامر: بهزر معاكي يا بنت، كنت نايم.
نانسي: خلاص روح كمل نوم.
تامر: هنرغي كتير بقى؟ احنا لسه مخلصين 3 محاضرات، ودماغي فصلت خلاص، جاية ولا أروح أتغدى لوحدي؟
نانسي: روح لوحدك.
تامر: كده؟
نانسي: وأنا هاجي معاك.
     ثم يتذكر موقف آخر:
تامر: وناوية على إيه؟
نانسي: طبعا هرفضه، ده واد رخم.
تامر: أنا بقول كده بردو.
نانسي: طب كويس إن انت عارف.
     وتستمر شيرين في الغناء:
شيرين: قلبي اللي مهما يشوف منكم عايش ليكم، ويبعدوه الناس عنكم وبردو شاريكم....
     ويدخل (يتمنى) فجأة؛ ينظر إلى تامر فيجده سارحاً مع كلمات الأغنية.
يتمنى: تامر.. تامر.. تاااااااااااااااااااااامر!
تامر: إيه يا ابني؟ داخل كده من غير لا إحم ولا دستور!
يتمنى: لا يا تمور، انت اللي سرحان في عالم تاني، وبتسمع كمان عبد الحليم، إيه الرومانسية دي ياض؟
تامر: عبد الحليم؟ إيه الجهل ده ياض؟
يتمنى: جهل إيه؟ هنغلط بقى؟
تامر: اللي بيغني... قصدي اللي بتغني اسمها شيرين.
يتمنى: بس دي أغنية عبد الحليم.
تامر: واللي بيغني دلوقتي شيرين.
يتمنى: ما علينا، بس مالك؟ سرحان كده ليه؟ في حاجة شاغلاك؟
تامر: مش عارف... بس افتكرت نانسي.
يتمنى: يا عم سيبك منها، اللي يبيعك بيعه، ودوس على دماغه، وغرقه.
تامر: إيه الحكم دي؟
يتمنى: أقوال مأثورة للمبي.
تامر: يا سلام عليك يا تيمو.
يتمنى: تيمو، جامد الاسم ده.
تامر: أي خدعة.
     وتبدأ أغنية أخرى وهي: "قبل ما أنام" للمطرب أبو الليف.
يتمني: يا عم فرفش كده، ما تقفلش حياتك على حد ما يستاهلش.
تامر: عندك حق يا تيمو.
يتمنى: خلاص بقيت تيمو.
تامر: مش كتير عليك، هههههه.
أبو الليف: قبل ما أنام في حاجات لازم أعملها، قبل ما أنام في حاجات لازم أعملها، أحسب حسابي هدومي أعلقها، أرص لعبي وأوضي أروقها، واشيل حاجاتي اللي أنا بستعملها...
     يتحدث تامر مع (يتمنى) في صوت واحد: قبل ما أنام في حاجات لازم أعملها... ثم ينهض تامر ويقف بجوار (يتمنى) ويبدأ كلاهما في تحريك يديه لأعلى رقصاً مع الأغنية.
يتمنى: أيوة كده يا تمور، اسمع شعبان عبد الرحيم كده وفرفش.
تامر: ده أبو الليف، انت عايش في عالم تاااااااااااااااااني.

               ................................

     تبحث نانسي عن أحد الكتب الخاصة بدراستها، فتأتي بمجموعة من الكتب وتجلس على سريرها، وتبدأ في البحث:
نانسي: لأ مش الكتاب ده ( فتجد تامر قد كتب على أول صفحة به للذكرى الخالدة) يوووو، إيه ده... أشوف الكتاب ده، لأ بردو ( وعلى غلاف الكتاب يوجد توقيع تامر بعد بعض الكلمات: الحب الخالد، للذكرى الخالدة...) إيه القرف ده...هوه ده (وفي أول صفحة بعد الغلاف تجد بعض الكلمات: أسيبك لأ ما أقدرش أسيبك، ألف الدنيا علشان عينيك، أدوس في النار عشان بس أجيبك، مين يلايمني عليك... تامر) أنا هقطع الورقة دي ( ثم يرن هاتفها: ده اللي كان نفسي فيه، لو تيجي صدفة تجمعني بيه، فرصة عمري أضيعها ليه؟...).
نانسي: إيه ده؟ كريم... ازيك يا كيمو.
كريم: تمام: عامله إيه النهاردة؟
نانسي: أحسن من إمبارح... ههههههههه.
كريم: طبعا، مش معاكي كيمو.
نانسي: أكيد طبعاً.
كريم: هفوت عليكي بالعربية الجديدة، نروح الكلية بيها، أهو نجربها.
نانسي: واو... عربية جديدة، يعني مقلتليش؟
كريم: قلت أعملها مفاجأة، وبعدين انتي أول واحدة تركبيها.

               ................................

     يجلس (يتمنى) لتناول الغداء، ويسرح قليلاً، ثم يفيق على صوت صديقه تامر : انت رحت فين يا ابني؟
 يتمنى: ما رحتش، ما خرجتش من ساعة ما رجعت من الشغل.
تامر: أنا قصدي سرحان في إيه؟ اللي واخد عقلك.
يتمنى: لأ، عادي، انت كنت فين؟
تامر: قلت أخرج أشم هوا مع واحد صاحبي.
يتمنى: تمام.
تامر: ما قلتش... كنت سرحان في إيه؟
يتمنى: مفيش، أصل أمنية مجتش النهاردة، وما بتردش على الموبيل، مش عارف إيه اللي حصل؟
تامر: ما تقلقش، يمكن مسافرة، نايمة، اتخنقت منك ههههههه.
يتمنى: انت بتهزر بقى.
تامر: لأ، بتكلم بجد هههههه، ما تقلقش (ويجلس على كرسي بجواره على الطاولة) هجيبلك خبرها.
يتمنى: إيه؟
تامر: قصدي هجيبلك أخبارها.
يتمنى: تمام.

               ................................

     يذهب تامر إلى غرفته، ويجلس على سريره، ويقوم بالاتصال بسالي.
تامر: ألو.
سالي: ألو، مين معايا؟
تامر: نعم؟ هنشتغل بعض، ما انتي عارفة إن أنا تامر.
سالي: وهعرف منين يعني؟
تامر: يا بنتي احنا لسه كنا بنتكلم امبارح؛ لحقتي تنسي؟
سالي: اااااااه، تصدق.
تامر: نعم؟
سالي: بشتغلك شوية، عادي يعني.
تامر: ماشي، إيه أخبارك؟
سالي: أحسن منك، وانت؟
تامر: تمام، إيه أخبار الكلية معاكي؟
سالي: بردو أحسن منك.
تامر: وبعدين بقى، على فكرة أنا فرحان بقى إن انتي أحسن مني.
سالي: لازم تفرح عشان مش بمزاجك.
تامر: غلسه غلسه يعني.
سالي: أيون.
تامر: صحيح، هيا أمنية مالها؟ ما بتردش علي موبايلها، ومجتش الشغل النهاردة!
سالي: قول كده بقى، انت متصل تسأل عليها.
تامر: بجد؛ إيه اللي حصل؟
سالي: بص يا ابني؛ الموضوع........

               ................................
                                                                 إلى اللقاء في الحلقة القادمة