backgrounds | Free Pics

السبت، 30 أبريل 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 1

الحلقة الأولى 



         
     استيقظ من نومه في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، و كان عليه أن يذهب إلي أحد أصدقائه لكي يقوما بإنهاء بعض الأوراق الخاصة بعمله؛ سمع كالعادة الأصوت المعتادة القادمة من الغرفة التي لطالما كانت مغلقة من قبل وفاة جده الذي أوصى بالمحافظة عليها مغلقة، و مروراً بوالده أيضاً الذي حافظ عليها مغلقة حتى وفاة زوجته، و أوصى ابنه بالمحافظة عليها مغلقة إلى أن مات و تركه و عمره تسعة عشر عاماً آنذاك وحيداً في شقة تحتوي علي ثلاثة غرف، منها غرفة يجب أن تظل مغلقة.

     إنه (يتمنى خير الله)... ليست صفته أو مبتغاه من هذه الدنيا بل هو اسمه الذي لطالما سأله الجميع بتعجب عن سبب هذه التسمية؛ كان والده يجيب في بعض الأحيان: أنا سميته كده عشان أمه ما تزعلش، أصلها كانت عايزه تسميه عبد الصبور على اسم جده؛ بس أنا بقى أقنعتها... قلتلها اسميه يتمنى؛ و ده يعني إنه يتمني يكون زي جده عبد الصبور؛ أيضاً كانت إجابته على والدته التي أرادت لحفيدها أن يحمل اسم جده (خميس) فأجابها: يعني يتمنى يكون زي جده خميس أبويا الله يرحمه... و هكذا كانت هناك العديد من الإجابات التي كانت تصدر من والده (خير الله) في مواقف عديدة.

     كانت حياته عجيبة و غريبة، كانت تواجهه بعض المشاكل أو من الممكن أن نعتبرها خطأً في الفهم. عندما حان الوقت لكي يلتحق بالمدرسة وذهب بصحبة والده لكي يقدم أوراقه بالمدرسة، كانت أصابعه الصغيرة محاطة بأصابع والده الكبيرة، يمشي بجواره في خطوات ثابتة، يكاد يتخطى ركبتي والده طولاً... إنهما الآن قد دخلا مكتب مديرة المدرسة التي كانت ترتدي نظارة مستديرة كبيرة الحجم تكاد تخفي معظم ملامح وجهها، كانت ممسكة بقلم يبدو أنها قد حصلت عليه من أحد الحملات الدعائية لأحد الكتب الخارجية التي كانت تزور المدرسة في بداية العام الدراسي، بل وقبل بداية العام الدراسي؛ كانت تنظر بدقة إلى بعض الأوراق المثبتة علي المكتب بواسطة يدها اليسرى، تحدثت و هي لا تزال تنظر إلي هذه الأوراق: يعني الواد ده هيكمل 6 سنين في شهر ديسمبر الجاي... صعب جدا يا أستاذ كمال.

     و بعد أن انتظرا وقتاً ليس بالقصير... تحدث (خير الله) فجأة قائلاً: لو سمحتي أنا كنت عايز أقدم لابني... تقاطعه: أهم حاجة هوه مولود في شهر كام ؟ يرد قائلاً : ده هوه خلاص كمل 6 سنين، أصلو مواليد شهر 4 في أول السنة. تبتسم و تنظر إلى ابنه و تقول: اسمك إيه يا حبيبي؟ يرد والده: يتمنى خير الله. ترد بهدوء: لأ، أنا قصدي اسمه مش هدفه في الحياة. يتحدث خير الله: ما هوه ده اسمه. تتعٍجب مديرة المدرسة و تقول: يعني أي كلمة بالظبط؟! يرد (خير الله) مسرعاً: يتمنى. ترد المديرة بهدوء: بس الاسم ده هيعمله مشاكل كتير؛ انصحك تغيره قبل فوات الأوان. يتحدث (خير الله) بهدوء هذه المرة: الموضوع غير كده يا فندم، الولد خلاص اتعود علي الاسم و اصحابه و قرايبه حفظو الاسم بالشكل ده و مفيش أي مشاكل بالنسبة لنا و هوه فرحان بالاسم؛ مش كده يا (يتمنى)؟ يرد صغيره: حاضر يا بابا.

     فقد كان (يتمنى) ينفذ جميع تعليمات والده، و يرد بنعم على جميع الأسئلة التي تحتوي على الخيارين (نعم أو لا)... تذكر كل هذه الأحداث و هو لا يزال يستمع إلى الأصوت القادمة من الغرفة المغلقة، يقف الآن في الطريق أمام غرفته، أمامه الحمام، علي اليسار توجد الغرفة الأخرى، عن يمينه توجد الغرفة المغلقة و أمامها يوجد المطبخ الذي لا يواجه الغرفة المغلقة مباشرة؛ لكن الحائط المواجه للغرفة المغلقة ملاصقاً للباب المؤدي للمطبخ.

     فكر للحظات أن يذهب إلى الغرفة و يقوم بفتحها... ما هو مصدر هذه الأصوت؟ تخيل أنها مجموعة من الفئران؛ قد تكون هي صاحبة هذا الصوت: شششششش... ووووووو... سسسسسسسس؛ يا لها من أصوات عجيبة.

     تذكر عندما نصحه صديقه مجدي بأن يفتح الغرفة قائلاً: بص يا ابني ريح نفسك و افتح الأوضة دي؛ مش معقول هتفضل قاعد كده مش فاهم إيه اللي بيحصل؛ يمكن جدك سايبلك فيها كنز، و اديك كبرت اهوه و هتعرف تتصرف فيه كويس... يا ابني يمكن كان خايف عشان ابوك كان صغير ليضيع الكنز، و أبوك مات من غير ما يفهم الحقيقة؛ اعرف انت بقي دلوقتي. يرد يتمني: لأ، بلاش دي وصية جدي و أبويا الله يرحمهم.

     فكر قليلاً... تخيل أنه يقوم بفتح الغرفة المغلقة، يمد يده و يمسك بمقبض الباب: أخ نسيت دي مقفولة بالمفتاح، و المفتاح مش معايا... و يرجع إلى الخلف قليلاً، ثم يتقدم مسرعاً إلي الأمام و يصدم الباب بكتفه الأيسر فينخلع الباب و يسقط على الأرض، يدخل مسرعاً: إيه ده؟ دهب، ياقوت، مرجان؛ يا سلااااام عليك يا جدي، ده انت كنت جااااااااااااااااامد أوي، من النهاردة مفيش مشاكل، أنا اللي هعمل مشاكل، أنا غني، مليونيييييييييييييييير.

    
     و في نفس الأثناء كان هناك ثلاثة من اللصوص يصعدون السلم فسمعوا هذا الصراخ:
     مليجي: يعني احنا لسه هنطلع للدور السادس عشان نسرق  
               5000 جنية من واحد غلبان.
     قرني: تصدق ياض يا مليجي ما تيجي نعدي علي الأخ ده.
     سبعاوي: و مش خسارة فيه آخر طلقه في المسدس بتاعي.

     و بعد عدة دقائق يدخل اللصوص الثلاثة إلى الغرفة التي جلس (يتمنى) علي أرضيتها المليئة بالتراب وهو يداعب ما وجده من كنوز بداخلها مهللاً بكلمات: مليونييييييييير، ربنا يخليك يا جدي لا يخليك ايه يخليك عندك هههههههه، قشطة يا مجدي.
            يتحدث سبعاوي: يا مليونير باشا.
                        يتمنى: أيوة يا كابتن.
                     سبعاوي: تعالى كده شويه .
                        يتمنى: أوكي.

      
     و يطلق عليه الرصاصة الأخيرة التي كانت لا تزال في جيبه، فيخر (يتمنى) قتيلاً... يفيق (يتمنى) علي صوت آخر يصدرمن الغرفة المغلقة: هههههههههه، يصرخ بصوت مرتفع: لأاااااااااااااااا، مش عايز لا دهب و لا ياقوت و لا مرجان؛ هوه الواحد هيعيش كام مرة، و بعدين أنت بتضحك على إيه أنت كمان؟ يرد عليه بشكل غريب: بضحك عليك يا ابني، ده أنت أوفر أوي، أنت مزودها أوي بقالك سنين خايف تفتح الأوضة دي، خنقت أمي يا أخي، أنا طالعلك دلوقتي، كفاية أوي لحد كده.

     يتصبب العرق بكثافة علي جبين (يتمنى) و ينظر إلى الشخص الكائن أمامه، يتحدث قائلاً: أنت مين؟
 يرد قائلاً: أنا تامر بن سمير بن شمهورش.
 يتمنى: إيه الاسم اللي نصه معفرت و نصه على اسم        
             واحد كان معايا في ابتدائي؟
  تامر: جدي كان ملك من ملوك الجان؛ هوه هاجر من 
            زمان، راح أستراليا مع أبويا، و سابني هنا في
             الأوضة دي.
 يتمنى: و كنت بتعمل إيه بسلامتك في أوضتي
  تامر: أوضتك مين يا ابني؟ الأوضة دي جدي شمهورش
            مأجرها من جدك خميس؛ عشان كده كانت                 
             مقفولة طول السنين دي.
 يتمني: يعني جدي اشتغلنا كلنا طول السنين دول...! بس انت
          ازاي عفريت و عامل شعرك زي تامر حسني و                            
         لابس سلسلة و فاتح القميص من فوق، انت عفريت  
          غريب جداً. 
  تامر: أنا عفريت شاب زي أي عفريت، أنت بس اللي 
          مضيقها علي نفسك حبتين، فك كده و اضحك                 
            للدنيا، بشكلك ده عمرها ما هتعبرك.
  يتمنى: ههههه، و كمان شاب؛ يعني عندك كام سنة؟ شكلي
                هطلع أكبر منك في الآخر.
   تامر: عندي 4 تلاف سنة.
  يتمني: انت هتشتغلني؟ و أنا عندي 12 ألف سنة، يلا صياعة
              بصياعة.
   تامر: بتكلم بجد يا ما
  يتمنى: أمال جدك عنده كام سنة؟
   تامر: لما أجر الأوضة كان عنده ساعتها 15 ألف سنة.
  يتمنى: أمال جدي عرفو إزاي؟
   تامر: جدك ده كان ليه معارف من كل حتة، هوه أنا             
              هعرف جدك أكتر منك و لا إيه؟

                     ................................

      
     و يذهب (يتمنى) إلى صديقه (مجدي) مصطحبا معه صديقه الجديد (تامر) الذي أصر أن يذهب معه، و بعد أن طرقا الباب، و استقبلهم (مجدي)، و بعد عبارات الترحيب، اصطحبهما (مجدي) إلي غرفة الصالون؛ و دار بينهما الحوار التالي:
يتمنى: علي فكرة نسيت اعرفكو ببعض، تامر صاحبي، مجدي صديق 
         عمري.
مجدي: هوه فين تامر ده؟ يا ابني انت لوحدك؛ مفيش حد معاك... انت 
          هتجنني!
يتمنى: أصل ال... ( و يصمت فجأة بعد أن حدثه تامر).
تامر: بص يا مان... محدش يقدر يشوفك غيري.
يتمنى: ليه بقي؟
مجدي: مالك يا ابني انت بتكلم نفسك؟
تامر: يا ابني ده احنا عشرة عمر، و بعدين أنا اضطريت اظهر لك النهاردة
       انت بس عشان ده كان لازم يحصل من زمان، ده حتي احنا اصحاب
       مكان واحد.
يتمنى: اصحاب مكان واحد مين؟ ده جدك هوه اللي مأجر.
مجدي: جدي مأجر إيه؟
تامر: زي ما قلتلك جدي شمهورش مأجر الأوضة لمدة 10 تلاف سنة،     
       بعدها تبقي تيجي تتكلم علي العقد الجديد يا مان.
يتمنى: نعم؟ لأ، كده كتير، هوه انت هتفضل لازقلي 10 تلاف سنة.
مجدي: هوه في حد بيعيش دلوقتي 10 سنين علي بعض، انت شكلك اتهبلت، هدخل اعملك كباية ليمون عشان
          تهدا شوية.
تامر: مش عاجبك هات الفلوس اللي دفعها جدي لجدك.
     و يدخل (مجدي) إلى المطبخ ...
يتمنى: كام المبلغ ده بقي يعني؟
تامر: 100 ألف زعزوع.
يتمنى: و ده بيساوي كام بالمصري؟
تامر: مليون و ميتين ألف جنية بس.
يتمنى: جدك كان نصاب يابا... ( ويشعر ببعض الكهرباء في أنحاء متفرقة    
         من جسده) آاااااااااااااااااااااااااااااه.
تامر: اوعي تغلط في جدي تاني، هتضيع نفسك.
يتمنى: يعني أيام جدي و جدك كانو اخترعو المليون.
تامر: هما اللي اتفقو، و بعدين انا جدي غني، اعمل لك إيه بقي؟ جدك اللي
        طماع.
يتمنى: يعني ينفع تغلط انت في جدي؟
تامر: خلاص سحبتها، انا مضطر امشي بقي، و اسيبك مع صاحبك.
     و يخرج (تامر) من الباب المغلق بشكل غريب.
     و يدخل (مجدي) قائلاً: الليمون وصل.
يتمنى: يعني لازم اشتغلك عشان تجيب لي حاجة اشربها؟
مجدي: يعني دي كانت اشتغالة، و بتكلم نفسك، و تقولي تامر صاحبي! أنا
         كنت فاكرك اتجننت.
يتمنى: يلا بقي عشان ننجز الكام ورقة بتوع الشغل عشان نخرج نتغدى.
مجدي: اشرب الليمون الاول.
                                    ..................................................               

                                                          إلى اللقاء في الحلقة القادمة 

الاثنين، 25 أبريل 2011

ماذا أصاب الجميع... ؟

    
    
     "سأعود إلي المدرسة" بهذه الكلمات تحدث أخوه عندما صافحه والده في صباح الاثنين، فكر ملياً في هذه الكلمات... لقد كنت أقول دائماً: سأذهب إلي المدرسة، وليس سأعود إلي المدرسة؛ يسمع والده يتحدث إلي والدته في تلك اللحظة قائلاً: لقد أصبح الفرد ينام طيلة اليوم و يصحو فقط آخر الليل... لقد سئمت ذلك!

     " لقد استيقظت أحد عجلات السيارة" هكذا سمع أحدهم يتحدث بعدما سمع صوتاً عاليا أثر انفجار أحد عجلات السيارة التي مرت بجوار مسكنه، و مضى في طريقه متعجباً.

     بعد أن صافح صديقه الذي يسكن بجواره، حدثه أثناء سيره: سوف أخرج قليلاً إلي البيت لأنني متعب و سوف أصحو قليلاً؛ ما هذا الذي يحدث! و في نفس الأثناء يرى صديقه الآخر الذي هو جاره أيضاً، و بعد مصافحته بعد أن خرج من المبني الذي يسكن فيه تحدث قائلاً: لقد سئمت الخروج إلى البيت، فقررت الرجوع إلي الخارج قليلاً.

     يجلس مع صديقه في أحد المقاهي... "لقد أصبحت أكرهها، لابد أن نتزوج قريبا" هكذا تحدث صديقه؛ و في تلك اللحظة أعلن عن إغلاق أذنيه تماماً، و عدم السماح لأية كلمات أن تتطرق إلي أذنيه بعد أن شعر أنه قد أصابه الجنون أو أن الجميع قد أصابهم الجنون .

     بعد عدة أيام من هذا التغير الذي ألم بحياته يقابل صديقاً أمام المبني الذي يسكن فيه... "سوف أدخل لأحضر بعض الأشياء" هكذا تحدث لصديقه عندما كان خارجاً من المبنى متجهاً إلى الشارع. و هكذا تغيرت نظرته بعد أن فهم ماذا أصاب الجميع من تعديلات في دستورهم العقلي.

     عودة أخيه إلى المدرسة كان المقصد منها أنه يقضي معظم وقته في المدرسة، أما ما يتبقي من اليوم فيتم توزيعه ما بين البيت و الدروس و الخروج مع أصدقائه؛ فكأنما خروجه من المدرسة هو بمثابة خروجه من منزله، و ذهابه للمدرسة هو مجرد عودة إلى محل إقامته.

     أما والده فقد وجد أن الإنسان قد أصبح مغيباً عن الحياة؛ فهو برغم خروجه و ذهابه و مجيئه فقد أصبح كأنه نائم، لا يكترث بما يحدث حوله، لا يوجد في حياته سوي البيت و الأولاد و العمل ليس إلا... أنا و أسرتي فقط و بعدي الطوفان. فهكذا أصبح لديه النوم هو الاستيقاظ من السبات.

     أحد العجلات عندما انفجرت فقد استيقظت من هذا النوم العميق، و رفضت الخضوع للواقع الذي أصبح فيه الجميع في سبات عميق. و هكذا أصبح صديقه يرى المنزل و كأنه هو مرحلة الخروج من الواقع، في حين يرى صديقه الآخر العودة إلى الواقع هي دخوله للواقع بعد خروجه من المنزل، و أصبح النوم هو الاستيقاظ و الراحة بعد التعب.

     يرى صديقه الآخر أنه يكره الفتاة التي يريد أن يتزوجها؛ فهو علي علم أن حبه لها و زواجه منها قد يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل مستقبلاً في ظل الواقع المليء بالغيوم ، فحبه لها قد يتحول إلي كراهية إذا تزوجا.

     و هكذا أصبحت الحياة هي مجرد نوم طويل يستيقظ منه الفرد عندما ينام، و يخرج من الحياة عند عودته إلي منزله، و يعود إليها عند خروجه من هذا المنزل.

                                                   الخميس 27/5/2010
                                                  الساعة : 12:46 PM



السبت، 23 أبريل 2011

"مشهد رأسي" من مدرج 1 بكلية التربية بالعريش


     
   في هذه اللحظة كان المدرج ممتلئا بالطلاب و غيرهم من مريدي الكلية عندما نظرت إلي باب المدرج الرئيسي؛ كانت تقف ما بين باب الكافيتريا الذي كان علي يسارها، و علي يمينها كان المدرج ... ابتسمت ثم تحركت بهدوء باتجاه باب المدرج و هي تقول : حسين ... حسين .

   بعدما رحبت به عند باب المدرج تحركا سويا إلي الجهة الأخري من المدرج ... جلسا في المقعد الرابع في أقصي يمين المدرج و هما ينظران إلي السبورة الكبيرة في مقدمة المدرج .

   بدأ الطرفان في التحدث، و تبادل الابتسامات، و أخرجت بعض الأوراق؛ أمسكت بقلم، و شرعت في كتابة بعض الكلمات و هي لا تزال تنظر إليه .

   ينظر إليها أحد زملائها الذي يجلس في المقعد السابع من الجهة الأخري من المدرج ... يهمس إلي زميله الذي يجلس عن يمينه : من هذا الولد الذي يجلس معها ؟! ... " يبدو أنه ليس من أبناء الكلية " هكذا أجاب زميله .

   تدخل إحدى زميلاتها المدرج ؛ تحرك رأسها من ناحية اليمين إلي اليسار بهدوء كالذي يراقب الجميع – إنها حركة معتادة للمعلمين – تحركت في خطوات ثابتة إلي اليسار ... وصلت إلي المقعد الثاني علي يسار المدرج حيث أنها أدارت ظهرها إلي السبورة ... تتحدث فجأة : أين أنتي ... ؟ أري أن رؤية الأحباب قد تجعل البعض ينسي المحاضرات ... تضع يدها اليمني علي جبهتها و تقول : لقد نسيت المحاضرة حقا .

   تتحدث إحدى الجالسات في المدرج و بالتحديد في المقعد الخامس بجوار باب المدرج المؤدي إلي الكافيتريا : لقد اقترب الامتحان ... ترد صديقتها التي تجلس عن يمينها : لقد مضي العام الدراسي مسرعا ... تقاطعها من تجلس أمامها : إذن لماذا الاستعجال ؟ فليصبروا قليلا .

   يجلس أحد الطلاب في المقعد قبل الأخير أقصي الناحية اليسري القريبة من الباب الخلفي علي المكان المخصص لكي يضع الكتب أو يكتب في دفتره حيث أدار ظهره في وجه السبورة ... تحدث مع زميله الجالس في مواجهته : بل سيكسب الأهلي ... رد صاحبه : و لما لا نقول أن الزمالك هو الذي سيفوز ؟ ... تحدث أخر كان يجلس عن يمينه : ستنتهي المباراة  بالتعادل .

   يدخل أحد الطلاب، و يتحدث بصوت مرتفع و هو ينظر في عدة اتجاهات محاولا مخاطبة أكبر عدد ممكن من الطلاب : ستبدأ المحاضرة الآن .

   كانت لا تزال تتحدث معه و تنظر إليه ... تتذكر عندما رأته في المرة الأولي ... لقد كان رائعا ؛ كم كانت تحبه ... إنه يتذكر أيضا هذه اللحظات الرائعة ... و يتبادلا الابتسامات .

   عندما علمت بأن المحاضرة ستبدأ الآن و أن عليهم إخلاء المكان فورا حدثته قائلة : علينا الذهاب الآن ... أين ذهبت شقيقتك الكبري ؟ لقد أكدت أنها لن تتأخر ...!

   كانت شقيقته قد دخلت المدرج من الباب الخلفي في هذا الوقت و هي تتحدث مع صديقتها : إنه شقيقي الأصغر الذي لم يتجاوز عامه التاسع ؛ لقد تركته مع صديقتي لكي تشرح له بعضا من الدروس ؛ فهي لطالما شرحت له، لقد أحبها كثيرا .

   " لقد وصلت شقيقتك " هكذا تحدثت أثناء سيرها بصحبته من الناحية اليسري من المدرج حيث أدارت ظهرها للسبورة ... عندما اقتربت منهما صديقتها تحدثت قائلة : عذرا، لقد تأخرت عليكم .

                                            مع كامل الاحترام للشاعر الرائع : هشام الجخ .
                                                                                                   
                                                                                               الجمعة 22 / 4 / 2011
                                                                                               الساعة  :    9:23 pm
                                                                                   
                                                                   
                                                                                           

الاثنين، 18 أبريل 2011

و تلتقي روحانا


  
   ذهب إلي غرفته، أوصد الباب، تمدد علي مضجعه، أسند ظهره علي مقدمة المضجع، قام بسحب الغضاء السميك الذي كان يكسو مضجعه حتي امتد إلي أسفل رقبته بقليل.

   كان المكان مظلما؛ فجميع النوافذ مغلقة، الليل انتصف، أراد أن يجلس وحيداً في الظلام، نظر في الفراغ المحيط به، لا يرى شيئا؛ إنها مجموعة من الكرات السوداء الصغيرة المتشابكة.
                                      
   نهضت فجأة من سباتها العميق كأن أحداً أيقظها، أسندت رأسها علي مقدمة مضجعها، لا يزال يعلوها غطاء يصل إلي أسفل رقبتها بقليل، نظرت في الفراغ الكائن أمامها، لا تري شيئاً؛ إنها مجموعة من الكرات السوداء الصغيرة المتشابكة.

   تذكرها في تلك اللحظة، لم يمض علي آخر لقاء جمعهما عبر الهاتف سوي سبعة أيام، أعلنت خلال ذلك اللقاء تنحيها عن كافة المناصب التي شغلتها في حياته سابقاً وقررت التفرغ لبدء حياة جديدة أياً كانت هذه الحياة؛ أهي التي تتمناها أم لا؟ فهي قد قررت.

   رأى وجهها وسط كل هذه الكرات السوداء،  تأملها، إنها عيناها التي لطالما أحب أن يراهما، وجهها البريء يرتفع أمامه وسط الظلام الدامس، إنها تبتسم كآخر مرة رآها، لم تتغير كثيراَ، نظر إليها، تنتابه الآن مشاعراً متضاربة ما بين فرحة لرؤيتها وألم لتخليها عنه .

   هي الآن تراه علي صفحة الظلام التي اتخذتها كخلفية لغرفتها، يبدو كما هو في آخر لقاء جمعهما، يبتسم، تنظر إلى عينيه التي لطالما شعرت معهما بالأمان، ترغب في النهوض للجلوس بجواره – تعرف أنه قد يدير وجهه ويذهب– رغم أنها تركته بالأمس؛اليوم تطمع في رؤية نظرته التي تشعرها بالأمان، لقد افتقدته كثيراً.

نظر إليها، تحدث: كم اشتقت إليكِ! أقصد اشتقت لمعرفة أخبارك؛  فأنا الآن لا وجود لي بحياتك، لقد افتقدتك كثيراً، دائماً ما أسمع همس صوتك داخل أذناي؛ إنه رائع، عيناكي أجمل ما رأيت، أحبك. ماذا أقول؟! ليس هذا هو الحديث الصحيح، إنه ما بداخلي لكنني عندما أتحدث إليك اليوم فلابد للكلام أن يأخذ منحى آخر، كيف حالك؟ أتمنى لكِ كل خير.
   "لقد فهمت" هكذا تحدثت واستطردت: أعرف أنني تخليت عنك،  لقد كان لدي ما يدفعني لذلك، أعرف أن عليًَ انتظارك طويلاً؛ لكن هناك من سيأتي قريباً، سيُغيِّر حياتي، كل شيء سيتحرك بشكل أسرع، الجميع يدفعونني للموافقة، أتألم أكثر منك. ما قلته أنت هو ما أحمله  بداخلي؛ عليًَ أن أسألك: هل تشعر بما أعيشه الآن؟

   " نعم " قالها ثم صمت، تحدث مرة أخري مسرعاً كالذي تذكر بعض الإجابات التي قد ترفع درجته في امتحان لا يعرف كيف ينجح فيه وقال: لقد تألمت كثيراً لفقدكِ؛ لكنني لطالما تمنيت لكِ الخير، أعرف أن قلبكِ الرقيق لا يقوي علي ما تتعرضين له، أعرف أن اختيارك كان صعباً، لكنه قد يكون صحيحاً، أحبك لكنني لا أريد أن أسرق من عمرك لحظات قد تكونين أكثر سعادة فيها بصحبة غيري.

   بكت عيناها، لم تكن المرة الأولى التي تبكي فيها؛ لقد بكت طيلة السبعة أيام الماضية، لم تستطع أن توقف كل هذا السيل المتدفق من الدموع التي انهمرت بشدة، ردت بكلمات متقطعة: أعرف أنك شخصا فريداَ لم و لن أري مثله، أتذكرك دائما؛ لكن كلماتك اليوم قد ألمتني، لقد أحببتك اليوم أكثر من البارحة .

   "لا مكان للكراهية بيننا" هكذا أعلنها مدوية، أكمل حديثه: لتبقى المشاعر الجميلة ولتستمر الحياة، لا أستطيع أن أبقي معكِ، ستكونين مع من يحبكِ، قد لا يحبكِ أكثر منِّي لكنه سيقوم بنفس الدور، عليكِ أن تتقبلي ما ذهبتي إلي اختياره؛ لن أكون حجر عثرة أمام سعادتكِ؛ سأتحرك قليلاً، و لتعبري أنت ومن سيكون معك، سأتنحى جانباَ.

   " لا " صرخت بهذه الكلمة، أكملت: لا تقولها، لقد قلتها قبلك وندمت، هيا بنا ننسى ما كان، لنعد كما كنا، وتعال نتفق.

   "هذا ما تقولينه في كل مرة" هكذا أجاب بهدوء واستطرد: ثم تذهبي ولا نلتقي إلا بعد عام، نعود ونلتقي ثم نفترق؛ إلى أين تمضي هذه الدوامة؟ هل ستبقين معي إلى النهاية؟ هل سترفضي كل ما سواي؟

   "لا أعرف" هكذا أجابت مسرعة، أكملت: أعرف الآن أني أريدك؛  لا أعرف ماذا سيحدث غداً، تعرف؛ حياتي ليست مستقرة، فلتساعدني قليلاً؛ عليك أن تساعدني، فهل تستطيع؟

   "لم تجيبي على سؤالي!" هكذا تحدث متعجباً ثم قال: أجبتي بسؤال علي سؤال! أعرف أني أريدكِ بكل ما أوتيت من قوة لكني لست دمية تستطيعين التخلص منها في أي وقت تشائين، أعرف ما لديك من تقلبات وأشعر بكِ، لكن عليكِ أن تختاري ما تريدينه، سأحترم رغباتك، لن أحزن، أريد لكِ السعادة.

   تحدثت: سأذهب إلى النوم، لقد أطلت السهر، لقد شعرت بالحيرة، أريدك لكني لا أريد لعمري أن يضيع في انتظارك.

   ردَّ ولم يزل ينظر إلي صورتها المحاطة بالظلام: لا راحة لي في البعد عنكِ، ولا في البقاء معك قليلاً والابتعاد كثيراً؛ لا أعرف ماذا عساي أن أختار؟ سأبقي معكِ، لنبقى سوياً أو لينتهي كل شيء بلا عودة .


                                                                               
                                                                      الأحد 17/ 4 / 2011
                                                    الساعة : 11:41 Am
                                           
                                                                                                                        
                                                                     

                                                     

السبت، 16 أبريل 2011

سوياً في سلام


   كان ارتفاعه أعلي الحائط المقابل لنافذة الغرفة هو بمثابة طوق النجاة له حيث كانت النافذة هي الحل الأمثل للخروج من هذه الغرفة في حالة حدوث أية هجمات سواء كانت مبيدات كيميائية أو أحذية أو ما شابه.

   ظهر بوضوح علي الحائط لكن أحداً لم يره بعد ، مر سرب من النمل؛ تقف خلفه نملة صغيرة.. رمقها بنظرة؛ نظرت إليه بكل براءة؛ حرك شاربيه يميناً و يساراً؛ وقفت قليلاً؛ تقدم نحوها؛ بدا عليها الاضطراب والخوف؛ حاول تهدئتها والتخفيف من روعها.


   تفهمت أنه لا يريد شراً؛ نظرت إليه متسائلة: ماذا تريد؟!
 - لقد رأيتك الآن؛ لا أعرف ماذا أقول..؟ لكنني شعرت بالراحة عندما رأيتك.

   قد يكون الشعور متبادلا لكن كلانا يختلف عن الأخر؛ قد أكون وجبة شهية لك وأنت قد تكون عشاءاً رائعاً لعائلتي.. هكذا تحدثت مرة أخرى؛ رد مسرعاً: و قد نعيش سوياً في سلام، ردت قائلة: و قد لا يستمر ذلك طويلاً، نظر إليها برهة ثم تحدث: و قد يستمر .

   بعد عدة أيام.. لقد أحضرت مجموعة من حبات السكر تكفي عائلتك لمدة طويلة؛ ردت بهدوء قائلة: شكرا لك .

   وصل إلي الجحر الذي اتخذته عائلتها موطناً لها ومعه قطعة حلوى؛ تحدث قائلاً: لقد جئت في سلام.. لنتعاون سوياً ولنعش في سلام؛ وكان الاتفاق على أن المصلحة مشتركة؛ ولكن إذا خالف أحدهم ذلك فالاتفاق ملغي.

   أصبحا أكثر قربا وساعد كلاً منهما الآخر.. شعر بالسعادة معها.. كانت تمتطي ظهره  ويطير بجناحيه فتشعر بالسعادة الغامرة وهي تطير في الهواء، في أحد المرات أصابه مبيد حشري فشعر بدوار؛ أخذته النملة إلي الجحر وشارك في علاجه العائلة بأكملها حتي شفي تماماً.

ظلا هكذا حتي جاء موعد الإتفاق مع عائلتها علي العيش سوياً.. قررا أن يكون ذلك في اليوم التالي في حفل تحضره العائلتين.

   بدأت الاحتفالات منذ صباح اليوم التالي؛ و استمرت حتي المساء؛ احتفلا سوياً؛ رقصا،  في نهاية اليوم غادر الحبيبان إلي بيتهما الكائن بجوار الجحر الخاص بعائلة النملة؛ وقعت بعض الحوادث في الطريق؛ منها أن قام بعض أصحاب الشقة برش المبيد الحشري؛ و قام الآخر بضرب اثنين من أهل العريس بالأحذية؛ كل ذلك لم يعكر صفو هذه الليلة واجتمع الحبيبان في جحر واحد .

   بعد عدة أشهر قام أصحاب الشقة بغلق الجحرين بواسطة الأسمنت.. قالت له: لقد عشنا معاً وسنموت معاً، و بعد عدة أيام  بعد نفاذ الطعام بدأ أصحاب الجحرين في الشعور بالألم.. شعرا بأن الموت قادم؛ تماسكا؛ احتضنها؛ قالا: سنواجه الموت.

   في نهاية اليوم جاء أحد أفراد الشقة و قام بعمل بعض الإصلاحات.. قام بفتح الجحر لتعود الحياة مرة أخري لأصحاب الجحر الحديث، لكن أصحاب الجحر الأخر كانوا قد ماتوا .

   و هكذا عاشا سوياً لمدة سنة.. و في نهاية هذه السنة وأثناء وقوفهما علي سطح أحد الحوائط.. سرحا في حديث تملأه ذكريات الماضي.. فجأة صرخ أحد الأفراد قائلاً: "صرصار".. ضربه بالحذاء مرة واحدة فمات؛ صرخت و تحركت بجواره.. ضربه مرة أخري؛  فماتا سوياً في سلام بعد أن عاشا سوياً في سلام.


                                           الخميس    13/5/2010
                                                      12:21 pm


 

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

مصلحتي أولاً

  
 فجأة و بدون أية مقدمات تنتابه آلاماً شديدة في المعدة، شعر بدوار مفاجيء، تعجب فهو لا يزال في مقتبل العمر؛ إضافة إلي أنه لم يتعرض لذلك مسبقاً!

  أحضرت له زوجته كوباً من الليمون البارد، قرر بعدها الذهاب إلي غرفته، وهنالك اختفي تحت الغطاء الممتد علي سطح مضجعه وترك لرأسه الحرية في تحديد موضعها علي وسادته الممتدة باتجاه عرضي أعلي مضجعه.

  أغلق باب غرفته، كانت زوجته تشاهد المسلسل اليومي المعتاد الذي طالت حلقاته وأصبحت أكثر تشوقاً له يوماً بعد يوم، يلعب طفله الصغير الذي لم يتجاوز عامه الثاني بمجموعة من الأوراق الخاصة بعمله -سقطت من حقيبته- ووجدها الطفل في غرفة مكتب والده؛ واستمر في تمزيق هذه الأوراق بطريقة منظمة، وذهب في عالم آخر غير الذي نعيشه؛ وأخذ يداعب الأوراق الممزقة.

  بدأت الأفكار تحاصره من حوله، أحد أصدقائه شعر ببعض الآلام في معدته؛ ولم ينس تقديم واجب العزاء بعد أن حضر جنازته في الأسبوع الفائت؛ وقد كان برفقته زميله الذي شعر ببعض الآلام في قدميه، فسقط طريحا للفراش، ولم تستطع قدماه أن تحملاه، وقد حمله مجموعة من أصدقائه لكي يوارى الثري منذ ثلاثة أيام، هذا بالإضافة إلي ابن شقيق والده الذي شعر بآلام في يديه أول أمس، وقد أصبح بصحة جيدة اليوم.

  تذكر أن الموت قد يأتيه بغتة، وكانت هذه اللحظة بمثابة نقطة تحول في حياته حيث كان دائماً ما يفكر في الموت كنهاية طبيعية للفرد؛ انقطاع للنفس، ثم يليه تغييراً لمحل إقامته.

  فكر في حال أهله وأصدقائه عقب انتهاء خدمته في هذه الدنيا، كيف سيكون تقديرهم لهذا الموقف؟

  تدخل زوجته لتطمئن عليه فتجده ينظر إلى سقف الحجرة بلا حراك؛ تنادي عليه بصوت مرتفع، تحرك جسده الساكن بلا فائدة، تنهمر من عينيها ثلاث قطرات من المحتمل أنها تنتمي إلى فصيلة الدموع؛ تقول في صوت بائس: لقد ضاعت حلقة اليوم من المسلسل! هل سيتزوج علاء من ميرفت؟

  يدخل الطفل فجاة، ينظر إلي والدته فيجدها تبكي، يجد والده ساكناً علي مضجعه؛ يتحدث الطفل: ماذا حدث؟

  لقد مات؛ كانت هذه هي الإجابة، يصمت الطفل قليلاً؛ ثم يقول: لقد أخذ جزاءه، فقد كان دوماً يفضل مشاهدة المباريات في الوقت الذي أطلب منه مشاهدة الكرتون المفضل لدي، لقد كان دوماً يعاملني بقسوة؛ ثم ينظر إليه بشماتة .

  يدخل عليه أعز أصدقائه؛ ينظر إليه لعدة دقائق ثم يقول: ألم يكن من الأفضل أن تأتي أمس لإصلاح جهاز الكمبيوتر؟ سأضطر إلى البحث عن صديق آخر؛ لقد كنت كسولاً .

  يدخل عليه شقيقه الأكبر، يضع أصابعه على عينيه محاولاً أن يذرف أية قطرات من الدموع ثم يقول له: لعل سيارتك تؤول إليَّّ.

  تدخل عليه شقيقته الصغرى، تنظر إليه، تبتسم، تقترب منه؛ تهمس في أذنه وتقول: لقد نجحت الخطة.

  يفيق علي صوت صغيره: لقد نجحت الخطة؛ ينظر إليه! إنه يداعب بعض الأوراق على هيئة مراكب وبعض الأشكال الأخري؛ يدقق النظر فيجد مكتوباً على أحد الأوراق: وقد قام بمراجعته الأستاذ....؛ إنه اسمه!

  تدخل زوجته: لقد تزوج علاء من ميرفت، وغداً يبدأ الجزء الثاني من المسلسل.

  ينظر إلى هاتفه فيجد ثلاثة رسائل؛ الأولى قام بإرسالها شقيقه الأكبر؛ إنه يهنئه بمناسبة شرائه سيارة جديدة، الثانية قام بإرسالها صديقه؛ إنه يذكره بموعده معه لكي يقوم بإصلاح جهاز الكمبيوتر، الثالثة قامت بإرسالها شقيقته الصغرى؛ إنها تطلب منه أن يأتي بصحبة أسرته لمشاهدة المباراة في بيتها ثم الذهاب سوياً لمشاهدة أحد الأفلام، فزوجها سيبقي طويلاً في عمله.. يأخذ نفساً عميقاً، ثم يقوم بإخراجه ببطء من فمه؛ يهمس قائلاً: 
-مصلحتي أولاً- هذا ما يفكر به الجميع.


                                         السبت: 24/4/2010
                                                  الساعة:  2:56 pm
                           


الجمعة، 8 أبريل 2011

رامز أند نادر 13


الحلقة الثالثة عشر ( الأخيرة )

و يذهب رامز لزيارة حسين بعد عودته من دبي :
رامز : ألف مبروك يا حسين .
حسين : الله يبارك فيك يا رامز .
رامز : بقالي يومين عايز أعدي عليك ؛ بس كان عندي شغل اليومين اللي فاتو ... و كل ما أعدي عليك ألاقيك مش موجود .
حسين : و لا يهمك يا رامز ؛ المهم إني شوفتك النهاردة ؛ علي فكرة أنا إحتمال أنزل مصر  قريب تاني ... عشان كده عايزك تجهز ورقك و تتابع معايا ؛ إن شاء الله هتشتغل في دبي قريب .
رامز : متشكر جدا ؛ بس أنا مش عايز أتعبك معايا .
حسين : تعب إيه يا رامز ؟ أوعي تكون بتتكلم بجد ... هتزعلني منك .
رامز : و أنا أقدر أزعلك يا عريس .
حسين : هههههه ... شوفت بقي .
                   ............................................
 
تتمدد ليلي علي سريرها ؛ و أمامها شاشة اللاب توب الخاص بها ... و تقوم بمراسلة أصدقائها عبر الانترنت ؛ و في تلك اللحظة كانت تتحدث كتابة مع صديقتها التي تقربت منها كثيرا في الفترة الماضية ؛ إنها صديقتها الكندية أليساندرا التي تتحدث معها دائما بالإنجليزية :
أليساندرا : و متي ستتزوجين إذن ؟
ليلي : لا أدري ... أعتقد أنه قريبا .
أليساندرا : أري أنك لست مقتنعة بهذه الزيجة .
ليلي : و كيف عرفتي ذلك ؟
أليساندرا : من خلال لقاءاتنا السابقة ... أري أنك لست سعيدة بهذا الأمر .
ليلي : ربما تكونين محقة ... لكنني لا أعرف إن كان هذا صوابا أم خطأ .
أليساندرا : ليست المشكلة إن كان هذا صوابا أم خطأ ... الموضوع أهم من ذلك ... إذا كنت مكانك فلن أقرر الزواج إلا عندما أتأكد من أنني أرغب في الزواج من شخص بعينه ... لابد أن أشعر أنه سيساعدني علي تحقيق أهدافي و سيجلب لي السعادة .
ليلي : أوافقك في الرأي ... لكنني مشتتة الآن ... تعرفين ما أمر به الآن .
أليساندرا : نعم ؛ أتذكر قصة الحب التي لم تكتمل ... كان عليك الصبر ؛ و ألا تفكري في تجربة جديدة في هذا الوقت القصير .
ليلي : حقا ... أرك محقة كثيرا ؛ لكنني لا أستطيع أن أتخذ قرارا في هذا الوقت ... فليساعدني الرب .
أليساندرا : فليساعدك الرب ... تعرفين ... سوف أزور مصر قريبا ... كما تعلمين فأنا سأتزوج رجلا مصريا بعد أيام قليلة ؛ أتمني أن أراك قريبا .
ليلي : بالتأكيد ... سأكون في إنتظارك في المطار .
                   ............................................
 
و يتزوج حسين من هالة ؛ و يسافر إلي دبي في انتظار أن تأتي إليه ... و بعد مرور ثلاثة أيام علي سفره تجلس هالة في المساء لتتحدث مع والدتها نسرين :
هالة : مش حاسة إني عروسة زي كل العرايس .
نسرين : ليه يا بنتي لا سمح الله ؟
هالة : يعني اتجوزت بسرعة ... حسين دايما مستعجل ... بيتكلم دايما في الشغل ... سافر علطول ... ده أنا حتي ما لحقتش افرح بجوازي يومين !
نسرين : يا بنتي حسين ده محترم جدا ؛ و بعدين مش عيب لما يهتم بشغله ؛ و كلها شوية و تسافري و تعيشو سوا علطول .
هالة : مش عارفة كده كان نفسي اتجوز زي الأفلام ... يعني ألاقيه علطول مهتم بيا ؛ بيسأل عليا دايما ... و بعد الجواز تبقي حياة كلها سعادة .
نسرين : الأفلام يا بنتي غير الواقع ... و بعدين ما انتي هتعيشي حياة كلها سعادة ؛ مش هيحرمك من حاجة ... اصبري عليه بس يستقر و هتشوفي .
هالة : أنا مش عايزة كل حاجة ... أهم حاجة أنه يهتم بيا .
نسرين : هيهتم ؛ يعني هوه هيكون ليه مين غيرك .
                   ............................................
و يتحدث رامز مع نادر كتابة أثناء جلوسه في السيبر :
رامز : بس أنت فين يا ابني ؟ بقالك فترة مش باين ؟
نادر : ما أنت عارف أنا خلاص هتجوز الأسبوع الجاي .
رامز : من ساعة ما قلتلي هتجوز و أنت سرحت مني خالص .
نادر : يا رامز ... يا رامز .
رامز : يعني إيه يا رامز ... يا رامز ؟
نادر : ما أنا جايلك في الكلام ... انت عارف الواحد في مرحلة زي دي لازم ما يكونش فاضي و لا عايزني أبقي فاضي ؟
رامز : مش عايزك تبقي فاضي يا نادر خالص ... بهزر معاك ياض .
نادر : بس ليك وحشة يا رامز بجد .
رامز : تصدق و أنت كمان .
نادر : علي فكرة أنا نازل مصر بعد شهر .
رامز : تمام أوي ... عشان أعرف أشوفك .
نادر : اشمعنا ... طب ما بعد سنة هعرف أشوفك بردو !
رامز : لا يا عم أنا مسافر دبي تقريبا كده بعد شهرين .
نادر : مصلحة ؛ بس لما تبقي فاضي ابقي خد تاكسي و عدي عليا في كندا .
رامز : تاكسي إيه يا عم ... العربية موجودة هههههههههه .
نادر : إيه أخبار الدنيا عندك ؛ أوعي تكون اتجوزت ؟
رامز : ما أنت عارف اللي فيها ... هههههههه ؛ لسه بدري عليا يا باشا .
نادر : و لا بدري و لا حاجة ... ركز انت و هتلاقي الدنيا زي الفل .
رامز : مش عايز أركز تاني ... انت مش فاكر إيه اللي حصل من التركيز الأولاني ؟
نادر : ما حصلش حاجة ... بكرة تلاقي اللي يقدرك .
رامز : احتمال ... لو عندك حاجة في كندا ابعت .
نادر : في واحدة عندها 71 سنة ساكنة جنبي ... لو ناوي ممكن أكلمهالك ؛ هيا جوزها ميت و معندهاش لا عيل و لا تيل .
رامز :  بجد يا نادر ... أنا مش مصدق نفسي .
نادر : يبقي اتفقنا .
رامز : أنا همسحك من عندي .
نادر : ليه التهور ده أنا بهزر معاك .
رامز : 71 سنة يا مفتري ... طب قول 70 .
نادر : ههههههههه ... ماشي هدور تاني .
رامز : هههههههه ... لأ بلاااااااااااااااااش .
                   ............................................
تامر يخرج من حجرته مسرعا و هو يرقص من الفرح ... في حين كان والده يشاهد التليفزيون بصحبة والدته :
التليفزيون : حمل نغمات ألبوم عمرو دياب الجديد ...
تامر : نادر جاي ... نادر جاي ... نادي جاااااااااي ... كندا بتناديني .
علاء الدين : مالك يا ابني قاعد تتنطط ... مين اللي قالك نادر جاي ؟
تامر : هوه بعينه اللي قاللي ... كنت بكلمه علي النت و قاللي جاي الأسبوع الجاي .
ميرفت : ما هوه قال أنه جاي بعد أسبوعين من أسبوع .
علاء الدين : أسبوعين من أسبوع ؟
تامر : يتبقي أسبوع .
علاء الدين : و هيجيب أكسندرا معاه ؟
تامر : أليساندرا ... أليساندرا ؛ مش عارف ليه انت مصر تسميها أكسندرا ؛ مفيش حرف الكاف خالص .
ميرفت : مش عارفة ليه اتجوز واحدة أجنبية ؛ مالهم بنات مصر ؟
تامر : ده من حظه ؛ طول عمري بقول الواد ده مبخت .
علاء الدين : انت واقف تتنطط كده ليه يا تامر ؟
تامر : من الفرحة .
ميرفت : نادر واحشني أوي .
                   ............................................
و في استقبال نادر و أليساندرا بمطار القاهرة كان هناك الأهل و الأصدقاء لنادر و أيضا لأليساندرا ... كان هناك علاء الدين و زوجته ميرفت و بصحبتهم تامر ؛ أيضا جاءت ليلي بصحبة سامي و نيفين ؛ كذلك جاء رامز وحيدا لاستقبال صديقه نادر ... ظهر أمامهم نادر و زوجته أليساندرا ... تتحرك فجأة ميرفت قائلة : نادر ؛ يتقدم رامز ناحية نادر :
ميرفت : ( تحتضن نادر و زوجته أليساندرا ) وحشتني يا نادر ؛ أليساندرا زي القمر .
نادر : ( مترجما لأليساندرا ) تقول أليساندرا جميلة .
أليساندرا : ( بالعربية ) شكرا ... إنها تعرف اسمي ( و تبتسم خجلا ) .
علاء الدين : حمد الله علي السلامة يا نادر .
نادر : الله يسلمك يا بابا .
أليساندرا : شكرا .
و يضحك الجميع علي أليساندرا ؛ فهي لا تعرف في العربية سوي كلمة شكرا ؛ و تستخدمها في جميع الأحوال .
و يأتي رامز مستقبلا نادر :
رامز : حمد الله علي السلامة يا ندور .
نادر : الله يسلمك يا رموز .
رامز : ههههههه ؛ ياه ليك وحشة يا نادر .
نادر : و أنت كمان يا رامز .
و تنشغل أليساندرا في الحديث مع ميرفت و علاء الدين و تامر الذي حاول استخدام الإنجليزية :
تامر : ( بالإنجليزية ) أنا أحب مصر .
أليساندرا : أنا أيضا .
تامر : أنا أحب كندا .
أليساندرا : شكرا .
علاء الدين : ما شاء الله ؛ ما هيا بتفهم عربي أهوه .
ميرفت : نادر عرف يختار .
تامر: بس شوفتو الإنجليزي بتاعي .
و في المقابل نادر يظل متحدثا مع رامز :
نادر : بس الحمد لله استريحت بعدها و زي ما انت شايف عرفت أليساندرا و اتجوزنا .
رامز : تمام ؛ كويس  إنك استحملت في الأول زي ما قلتلك و إلا كنت بقيت جنبي هنا .
نادر : عندك حق ؛ بس مصر وحشتني أوي .
رامز : أكيد طبعا ... قريب هجرب الإحساس ده .
و جاءت ليلي فوجدت أليساندرا مع ميرفت و علاء الدين و تامر ؛ فتقدمت إليها و صافحتها :
ليلي : ( بالإنجليزية ) مرحبا .
أليساندرا : مرحبا .
و يستمع رامز إلي هذا الصوت خلفه ... يلتفت فجأة ... يجد ليلي تتحدث مع أليساندرا :
ليلي : ( بالإنجليزية ) هذا هو خطيبي سامي ... سنتزوج الأسبوع المقبل .
أليساندرا : أنا سعيدة جدا ... مبروك ... ( تلتفت كمن يبحث عن شيء ) نادر هيا لأعرفك علي صديقتي المصرية و خطيبها .
ينظر نادر إليها فيجد ليلي ... يتعجب قليلا ... يشعر بالإحراج ... ينظر إلي رامز فيجده في عالم آخر .
تتوقف الحركة في المكان ... و يصمت الجميع  ... يبقي في المشهد رامز و ليلي فقط ... ينظر رامز إلي ليلي ... تنظر إليه ... يدور بينها حوار صامت ؛ تحدثه نفسه ... و تحدثها نفسها ... و تجيب نظراتهما :
رامز : ليه عملتي كده معايا ؟
ليلي : كنت فين ؟ سبتني ليه ؟
رامز : أنا عمري ما سبتك .
ليلي : أنا تعبت عشان أوصلك ... و قلت خلاص أنت بعتني ... حياتي أتغيرت دلوقتي .
رامز : عمري ما نسيتك .
ليلي : أنا هتجوز خلاص .
رامز : عارف إنك مخطوبة ... لسه عارف دلوقتي ... سمعتها بوداني ... ما كنتش متخيل ... يمكن أتصدمت ... يمكن اتقابلنا في الوقت الغلط .
ليلي : أنت الغلطان مش أنا ... لو عايزني كنت هتعرف توصلي .
رامز : مش هقولك انتي غلطانة ... و حتي لو أنا غلطان ؛ مش ده وقت الحساب ... أصلا مفيش حد هيحاسب التاني .
ليلي : أنا مكنتش متخيلة إني هشوفك تاني ... بس عمري ما نسيتك .
رامز : الظروف كانت صعبة لما كنا مع بعض ... حتي لو بكرة اتحسنت لازم هنكون ساعتها مش مع بعض .
ليلي : ( تعود بالذاكرة للماضي ) يرن هاتفها معلنا عن رسالة قادمة ... إنه رامز ... إنها : 
                  
                    مهما حبوك الناس محدش هيحبك قدي
                                             فكر
                                          وجرب
                                          وحب
                                          ودور
                                    وأعتبره تحدي

رامز : ( يعود بالذاكرة إلي الماضي ) يرن هاتفه معلنا عن اتصال ... إنها ليلي ... يرد : انتي لسه صاحية يا ليلي .
         ليلي : و أنا أقدر أنام إلا لما اطمن عليك يا رامز .
         رامز : تصدقي أنا مكنتش هنام قبل ما أكلمك بردو ... بس كنت
                  بخلص شوية حاجات كده .
         ليلي : كنت هتكلمني ليه بقي ؟
         رامز : عشان اطمن عليكي طبعا قبل ما أنام .
         ليلي : أنت كنت فين طول النهار ؟
         رامز : كنت مشغول طول النهار ؛ و حصل شوية حوارات كده .
         ليلي : إيه اللي حصل بالظبط ؟ ... لازم تحكي لي بالتفصيل .

يعود الوضع كما هوه عليه ... يتحدث الجميع ... نيفين تتحدث مع سامي :
نيفين : دي فرصة سعيدة جدا .
سامي : أنا أسعد .
نيفين : ليلي دايما تكلمني عنك ... سامعة إنك مثقف ؛ علي فكرة أنا بحب اقرا بردو .
سامي : تمام ... و إيه أخر حاجة كنتي بتقريها .
نيفين : البؤساء .
سامي : فيكتور هوجو ... ده كتاب جامد كنت بقراه من فترة .
و تتحدث أليساندرا مع نادر و بجوارهما ليلي ؛ و رامز في الجهة المقابلة لها علي يسار نادر ... و في المنتصف يقف سامي مجاورا لليلي و بجواره نيفين بجانب رامز :
أليساندرا : إنها ليلي صديقتي و خطيبها سامي .
نادر : فرصة سعيدة .
سامي : أنا أسعد ... ليلي طول الوقت تقولي صاحبتي الكندية .
نادر : ههههههههه ... فعلا و أليساندرا نفس الموضوع ؛ بس بتقول صاحبتي المصرية .
سامي : هههههههه ... أكيد لازم هتحضرو الفرح إن شاء الله الأسبوع الجاي .
نادر : ده أكيد .
نادر : ( محدثا أليساندرا ) و هذا هو صديقي رامز ... كما تعرفين فهو صديقي منذ الصغر .
أليساندرا : أوه ... إنه أمر رائع ... لدينا المزيد من الأصدقاء بمصر .
نادر : بالتأكيد .
رامز : الجميع هنا يحب نادر ... فهو شخص رائع .
أليساندرا : أعرف هذا الأمر ... هههههههه .
نادر : هههههه ... ليس هذا بالجديد .
نادر : نسيت أعرفكو ... ده أستاذ سامي خطيب الآنسة ليلي صديقة أليساندرا ... و ده بقي رامز صديق عمري .
رامز : فرصة سعيدة يا أستاذ سامي .
سامي : أنا أسعد ... علي فكرة أنا لسه عازم نادر علي الفرح ... لازم تشرفنا يا أستاذ رامز .
رامز : ( بصوت مكتوم )  أكيد طبعا .
ليلي : ( كالتي تبحث عن مخرج ) نسيت أعرفكو ... نيفين صاحبتي ... أصحاب من زمااااااااان ... قلت لازم أعرفها علي أليساندرا .
أليساندرا : ماذا قلتي ؟
ليلي : ( بالإنجليزية ) عذرا ... لقد نسيت ... أنت لا تفهمين العربية بعد ...
إنها نيفين صديقتي منذ الصغر .
أليساندرا : أمر رائع جدا ... صديقة أخري مصرية .
نيفين : بالطبع .
و كان تامر قد ذهب ليتحدث مع فتاة قادمة من كندا ؛ في حين أن ميرفت و علاء الدين وقفا علي بعد خطوات من نادر و زوجته و أصدقائهما تاركين لهم الوقت للتحدث .
تامر : ( بالإنجليزية ) هل هذه المرة الأولي مصر ؟
كريستينا : تقصد المرة الاولي بمصر ... إنها الثانية .
تامر : رائع ... مصر سعيدة بسبب أنت .
كريستينا : ( بالعربية ) شكرا .
تامر : ( محدثا نفسه ) شكلها بدأت تفهمني .
كريستينا : ماذا تقول ؟
و قبل مغادرة الجميع :
ينظر رامز إلي ليلي كأنه يودعها : كانت أيام جميلة ... و النهاردة أتأكدت إنها انتهت .
ليلي تنظر إليه : ربنا يوفقك ( و تشعر بضيق في صدرها ) .
و يغادر الجميع المطار و قد أيقن رامز أن قصته مع ليلي قد آن لها أن تنتهي و عليه ان يبدأ حياته من جديد ... في ذات الوقت شعرت ليلي بألم شديد ؛ فرامز قد ذهب بلا عودة ؛ و هي قد قررت أن ترضي بالوضع الحالي الذي لم تتطلع إليه يوما ... نادر و عائلته جلسوا سويا للإحتفال بعودته و بزوجته التي أحبتها ميرفت كثيرا ... عندما تحدثت نيفين مع ليلي بعدها كانت أسئلتها تتمركز حول رامز التي أرادت أن تعرف عنه الكثير قبل أن تعرف أنه هو نفسه رامز الذي لطالما كانت ليلي تتحدث عنه أمامها ؛  في نفس الوقت شعرت ليلي بالغضب تجاهها ... قرر رامز السفر و نسيان كل ما مضي ... و في النهاية ظل رامز صديقا لنادر و لم يفترقا رغم بعد المسافة بينهما ؛ فكانا علي اتصال دائم .

                     ............................................
                                                                  تمت