backgrounds | Free Pics

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

لحظة سقوط


     كانت طيلة النهار مرتفعة فوق الجميع, إذا نظرت إليها تجدها متعاظمة في موقعها الأعلى دائما, لن تستطيع النظرإليها طويلا, هكذا كانت لامعة فوق صفحة الحياة تضيئها و تجعلها أكثر بريقاً و نهاراً.

     بقاء الحال من المحال, هذه هي طبيعة الحياة, لا يبقى شيء كما هو, الهيكل العظمي كان يوماً إنساناً يغدو و يعود, اللحم المشوي كان يوما حيواناً يأكل ما يقابله على سطح الأرض, السمك المشوي كان يتحرك في باطن البحر و يعيش مع أقرانه إلى أن  أُلقي القبض عليه من قبل أحد  الصيادين و تحولت حياته إلى موت, لم تكن قوانين الحياة لتتغير حتى يبقى شيء على حاله, فهذه القوانين ثابتة لا تتغير, كان إذا نظر من شرفته وجدها, كانت إذا قادت سيارتها واجهتها في طريقها, كنت في نفس الوقت جالساً أمام البحر, لم يمنعن ذلك من رؤيتها بصورة جيدة. شعر بأن الحياة تبتسم له, هذا بالطبع أثناء رؤيته لها, فأصبحت أمامه الدنيا كأنها تبتسم ليرى أسنانها ناصعة البياض، في هذه اللحظة انتقل الشعور إليه لتظهر ابتسامته التي حملت معها أسنانا شبه بيضاء. كانت هي مسرعة لتلحق آخر موعد لتسليم أوراقها إلى مسابقة غنائية, فكانت أمامها تجعلها أكثر إصرارا على اللحاق بالمسابقة ,فلطالما وُجدت أمامها فالخطر زائل, و إذا اختفت من أمامها يقترب الخطر الذي يجعل كل من يجلس بالمكان يتحرك يميناً و يساراً بحثا عن الطبيب المتخصص لعمل الإجراءات اللازمة لكي يزول الخطر, و لكن في حالة عدم وجودها لا يستطيع هذا الكادر  الكبير من الأطباء التحرك لتقديم يد المساعدة إليها لأن الموعد المخصص للتقدم للمسابقة سيكون قد انتهى.

     أما أنا فقد كنت انظر إليها و اشعر أن أمامي الكثير لأقدمه على صفحاتي فأستمر في الكتابة, فقد وجدت ما يهديني لاستمر في الكتابة, هكذا قضيت يومي أنا و هو و هي, هذا ليس اسماً لفيلم أو لمسرحية, إنه واقع شعرنا به في وجودها.

     بدأت تتساقط أمامي من أعلى لأسفل, كانت قد اقتربت من المكتب الذي ترغب في اللحاق به, كان هو لا يزال يشعر بالسعادة في وجودها، لا يزال في شرفته يراقبها بلا أدنى شعور بالتعب أو الملل.اقتربت من مياه البحر, شعرت بأنها ستسقط في مياه البحر, شعرت بأنها في طريقها للانسحاب لكي تفسح الطريق للظلام ليسرق هذا البريق من على صفحة الحياة. شعر بأن الابتسامة قد  آن لها أن تنتهي بهدوء. بدأت تسقط في مياه البحر, شعرت بأن هذه اللحظة يصاحبها صوت الزيت المستخدم في القلي ليصدر صوت طشششش, قّدَّمت أوراقها و كان الرد بعد أن سلمت الورق: الآن انتهى الوقت المخصص للتقديم. أَغلق الشباك في تلك اللحظة. بدأت ألملم أوراقي تاركاً الشاطيء بعد أن شاهدت لحظة سقوط الشمس في البحر.....



        بقلم : أحمد عبد العزيز زهران .
                                                         السبت 9/8/2008
                                                              6:23م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق