backgrounds | Free Pics

الخميس، 5 مايو 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 2

الحلقة الثانية

    
     وبعد ان انتهيا من كتابة ومراجعة بعض الأوراق الخاصة بالشركة التي يعملان بها، قررا الخروج لتناول الطعام في المكان المفضل لديهما، حيث كانا يذهبان في يوم السبت من كل أسبوع إلى المطعم ذاته طيلة الثلات سنوات الماضية. ذهبا إلى مطعم (الحساب قبل الفراق) وجلسا وطلبا ما بدا لهما من أنواع الطعام... لا تتعجب كثيراً، فهذا هو اسم المطعم الذي لا يتيح الفرصة لأحد أياً كان أن يفكر في أن يدفع في اليوم التالي. لا أحد منهما ينسى ما فعله صاحب المطعم مع زوج ابنته الذي أتى وجلس بصحبة زوجته، وتناولا الطعام، و عندما حان الوقت لدفع الفاتورة وجد أنه قد نسي محفظته بالمنزل؛ طلب منه نصف ساعة لكي يذهب ويعود؛ رفض صاحب المطعم هذا الاقتراح، وطلب منه أن يذهب إلي المطبخ، و يقوم بغسل الأطباق، ثم يسهر معه إلي الصباح لكي يمسح المطعم، و أيضاً تذهب زوجته إلي المنزل لكي تعود بالمحفظة لكي يدفع المائتي جنية التي احتوت عليهما الفاتورة.

         
     أثناء تناولهما الطعام، وعندما رفع (يتمنى) يده التي تحمل الشوكة لكي يتناول ما بها، رفع أيضا عينيه إلي الأمام خلف صديقه (مجدي)، فوجد صديقه الآخر (تامر) يجلس بصحبة أحد الفتيات ويبادلها الضحكات، كان يجلس في مواجهته، بينما تجلس صديقته علي نفس الطاولة ولكنها تدير ظهرها إلي (يتمنى)، تعجب مما رأى؛ تحدث بلا صوت قائلاً: إيه اللي جابك هنا ياض؟
مجدي: مالك يا ابني ماسك الشوكة كده؟ يا تاكل يا ما تاكلش.
يتمنى: لأ، مفيش.
مجدي: أمال متنح كده ليه (وينظر إلي الخلف)، آااااه عندك حق ، هيا بصراحة حلوة وتستاهل.
يتمنى: هيا مين دي؟
مجدي: البنت الشقرا اللي هناك.
يتمنى: لا لا لا، طب تصدق مبصيتش عليها خالص ولا شوفتها.
مجدي: عليا أنا الكلام ده!
يتمنى: بتكلم بجد، بس هيا الصراحة جامدة.
مجدي: شوفت بقى ذوق صاحبك؟
يتمنى: تصدق طلعت بتفهم.
مجدي: انت هتهزر، ههههههههه، ثانية واحدة هروح الحمام وجاي.
يتمنى: أوعى تكون بترسم على الهروب الكبير، وادفع أنا، انت اللي هتدفع.
مجدي: لا يا ابني، هوه انا بتاع الكلام ده.
     ويذهب (مجدي) إلي الحمام، ثم يحرك (تامر) وجهه فيرى (يتمنى)، فيتحدث إلي صديقته، ثم ينهض،  ويذهب ناحية (يتمنى)، ويجلس علي كرسي (مجدي).
يتمنى: إيه اللي جابك هنا ياض؟
تامر: من حقي اتغدي زيك.
يتمنى: اشمعني المطعم ده بالذات.
تامر: عجبني، بصراحة من زمان بسمعك بتحكي عليه، وأنا خلاص بقيت زبون هنا.
يتمنى: هوه انت هتنطلي في كل حتة؟
تامر: ايه يا عم الطريقة الغريبة دي في الكلام؟ ده احنا اصحاب مكان واحد.
يتمنى: مكاااااان واحد إيه؟ خلاص مش هرد علي ده، قولي مين اللي معاك دي؟
تامر: دي صاحبتي في الكلية، قلت اعزمها علي الغدا.
يتمنى: هوه انت لسه في كلية كمان؟ يعني ناوي تتخرج و انت عندك كام سنة مثلاً؟
تامر: يا عم الدراسة صعبة، وبعدين أنا سقطت كتير، كنت ساعات بتأخر علي الامتحان، مرة مسكوني بغش، مرة دكتور استقصدني، وهكذا...
يتمنى: هيستقصدك ليه إن شاء الله؟ و بعدين انت في كلية إيه؟
تامر: يستقصدني عشان عارف إن أنا مش سهل، ودايما برد و اتكلم في المحاضرات، أنا في كلية حقوق.
يتمنى: حقوق كمان!
تامر: إيه المانع؟
يتمنى: مش عارف، مش لايقة عليك.
تامر: أمال إيه اللي لايق عليا؟
يتمنى: شكلك كده مش لايق علي أي حاجة.
تامر: هنغلط؟
يتمنى: خلاص سحبتها.
تامر: عايزك في مصلحة.
يتمنى: خير؟
تامر: عايز بس 22 زعزوع.
يتمنى: ليه بقى؟
تامر: عشان اللي معايا مش هيكمل، ما تحرجنيش مع البنت.
يتمنى: يعني عايز 22 جنية؟
تامر: لأ، 22 زعزوع، بالمصري يجو... هات مثلاً 2000 جنية.
يتمنى: ليه؟ كنتو بتاكلو ايه يعني؟
تامر: أصلنا كنا جعانين أوي.
يتمنى: ما كانش اتعذر ولا باع جزر.
تامر: انت هتردح؟ خلاص ماشي، بس ما تزعلش مني يا شقيق.
     ويعود (تامر) إلي موقعه، ويتحدث مع الفتاة قليلاً، ثم يأتي أحد الأشخاص الذي يشبه جرسون المطعم، لكنه ذو شنب طويل يرتفع طرفاه، يأتي مجدي في هذه اللحظة، ثم يجلس مكانه، يأتي الجرسون حاملاً معه الفاتورة، ويقدمها لمجدي، ويدفع الفاتورة، ثم يهما بالانصراف؛ يستوقف (مجدي) أحد الأصدقاء ويسرحا في حديث بلا معنى:
مجدي: يعني انت كويس؟
صديقه: زي الفل.
مجدي: يعني كويس كويس؟
صديقه: أحسن منك.
مجدي: لا، قول كلام غير ده.
صديقه: اقول إيه؟
مجدي: انت بتقولي اقول ايه؟ أنا عارف، هههههه.
     ولم يكد (يتمنى) يتعجب حتى جذبه أحد الأشخاص بشكل غريب جانباً؛ قال له: فاتورة صاحبك يا أستاذ... ينظر (يتمنى) إلى الطاولة التي كان يجلس عليها (تامر) فيجدها فارغة... يتحدث: صاحبي مين؟ أنا ما ليش اصحاب. يرد: صاحبك اللي كان قاعد هناك( ويشير إلى الطاولة التي كان يجلس عليها تامر)، هوه قال الحساب عندك، و بعدين ما هوه كان قاعد معاك من شوية. يجيب (يتمنى): انت تبع المطعم؟ يجيب: أنا مسئول عن قسم العفاريت اللي هنا. يتحدث (يتمنى): أنا مش عارف ايه اللي عملته في دنيتي عشان يطلعلي تامر وبعدين قسم العفاريت؛ هوه الحساب كام؟ يرد: 25 زعزوع. يرد (يتمنى) مسرعاً: هما 22 زعزوع بس، أنت هتشتغلني. يرد: لأ، 25 زعزوع. يتحدث (يتمنى) غاضباً: أمري لله. ويدفع الفاتورة، ثم يختفي الرجل، ويتحدث مجدي: أمري لله أنا كمان.

                     ................................

    
     في شركة (المستثمر الناصح) التي يعمل بها (يتمنى) حيث ينتظره صديقه (مجدي) في مكتبه، وقد تأخر (يتمنى) لبعض الوقت. يدخل بعدها (يتمنى) بحركة بطيئة حاملاً بعض الأوراق:
مجدي: كويس إنك جيت، أنا قلت شكلك مش جاي، ده المدير عايز الورق دلوقتي حالاً، يا ريتني ما كنت سبته معاك إمبارح.
يتمنى: يا عم خلاص، الورق موجود.
مجدي: طب هات الورق يلا.
يتمنى: اتفضل يا سيدي.
     وينظر مجدي إلي الأوراق... ثم يتحدث:
مجدي: إيه يا ابني الورق ده؟ دي محاضرات... إيه ده كمان قانون جن، انت بتهزر يا (يتمنى)؟
يتمنى: أخ؟ أصل الواد علاء جارنا بيدرس حاجات غريبة.
مجدي: و إيه علاقة الكلام ده بالشغل؟
يتمنى: ما أنا جايلك في الكلام، بص أنا كنت راكب الأتوبيس معاه بس هوه كان قاعد وأنا واقف فقلت اسيب الورق معاه لغاية ما أوصل، وواضح إن الورق اتلخبط مع ورقه.
مجدي: أتوبيس ليه؟ أمال فين العربية؟
تامر: نزلت ما لقيتهاش... قصدي كانت عطلانة.
مجدي: طيب وبعدين هنعمل إيه في ورق الجن ده؟ يعني لو دخلت بالورق ده للمدير كان زمانه رفدني.
يتمنى: طب أنا هحاول اشوف الواد ده بسرعة.
مجدي: بسرعة إيه؟ و واد إيه؟ مفيش وقت.
     ويذهب يتمنى مسرعاً، وأثناء هبوطه درجات السلم يسمع صوت هاتفه... إنه رقماً غريباً!
يتمنى: إيه ده؟ واحد، اتنين، سبعة، خمستاشر، خمسة و عشرين! أول مرة أشوف رقم تليفون من 25 رقم، يا تري مين ده؟... ألو، أيوه مين معايا؟ تامر، جبت رقمي منين؟
تامر: يا ابني ده احنا عشرة عمر، إزاي مش هعرف رقمك يا مان؟
يتمنى: فين الورق ياض؟
تامر: بالرحة عليا، ده أنا اللي عايز ورقي أنا كمان، نانسي عايزة المحاضرات بتاعتها، ده انت كنت هتوديني في داهية.
يتمنى: أنا بردواللي كنت هوديك في داهية؟ وبعدين مين نانسي دي كمان؟
تامر: اللي كنت واخد منها المحاضرات أصورها.
يتمنى: المهم انت فين دلوقتي؟
تامر: أنا مستنيك في العربية قدام الشركة.
يتمنى: انت جبت عربية؟
تامر: لأ، دي عربيتك، رحت بيها الكلية النهاردة، واهي جت مصلحة عشان اعرف اجيلك بسرعة.
يتمنى: انت مستفززز، لولا إن أنا مستعجل كنت هوريك، بقى انت اللي كنت واخد العربية، أنا كنت هتجنن، بس أنا كنت شاكك فيك علي فكرة.
تامر: توريني؟ أنا ما سمعتش حاجة علي فكرة. ما تضيعش نفسك، إيه يعني كنت عايز أعمل مشوار بالعربية بتاعتك، وبعدين يلا تعالى عشان مستعجل.
     ويلتقي (يتمنى) بصديقه (تامر) أمام الشركة:
تامر: هات ورقي الأول.
يتمنى: انت كمان بتهزر، فين الورق؟
تامر: هيا الورقة اللي في الأخر اللي كان عليها ختم كانت لازماك؟
يتمنى: مالها؟
تامر: أصل أنا كنت عايز أكتب رقم تليفون واحد صاحبي فقلت اقطع حتة ورقة صغيرة أد كده (ويشير بأصابع يده اليمني).
يتمنى: نعم نعم نعم؟ ده ورق شغل يا مستهتر....
تامر: بهزر يا ابني، ده انت غريب جداً.
يتمنى: طب هات الورق، خد ورقك بقى... بس صحيح ده رقمك؟
تامر: أيوة.
يتمنى: كل ده رقم؟
تامر: رقم عفريت، عايزه يبقي شكله ازاي مثلا؟
يتمنى: بس كويس عشان اعرف اجيبك طالما انت لازقلي كده وكل شوية توقعني في مصيبة.
تامر: العربية معايا، تمام؟ رَوَّح انت مواصلات بقى.
يتمنى: لأااااااااااااااااااااااااااااا.

                   ................................
                                                             إلى اللقاء في الحلقة القادمة 


                 
    

    
    

هناك 4 تعليقات:

  1. هيهيهيهيهيه
    ده عفريت رخم اوى
    ربنا يكون فى عونك يا يتمنى
    بس سؤال معلش
    فى الجزء ده (حيث كانا يذهبان في يوم السبت من كل أسبوع إلى الطعم ذاته)
    مش هى المفروض مطعم مش طعم
    والجزء ده (لا تتعجب كثراً)
    مش المفروض لا تتعجب كثيراً ؟؟؟؟

    ردحذف
  2. تمام أوي، ميرسي جدا على التصحيح ده، و علي المتابعة ، و تم التصحيح بنجاح.

    ردحذف
  3. تمام
    فى انتظار الحلقة القادمة
    بالتوفيق إن شاء الله

    ردحذف