backgrounds | Free Pics

السبت، 30 أبريل 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 1

الحلقة الأولى 



         
     استيقظ من نومه في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، و كان عليه أن يذهب إلي أحد أصدقائه لكي يقوما بإنهاء بعض الأوراق الخاصة بعمله؛ سمع كالعادة الأصوت المعتادة القادمة من الغرفة التي لطالما كانت مغلقة من قبل وفاة جده الذي أوصى بالمحافظة عليها مغلقة، و مروراً بوالده أيضاً الذي حافظ عليها مغلقة حتى وفاة زوجته، و أوصى ابنه بالمحافظة عليها مغلقة إلى أن مات و تركه و عمره تسعة عشر عاماً آنذاك وحيداً في شقة تحتوي علي ثلاثة غرف، منها غرفة يجب أن تظل مغلقة.

     إنه (يتمنى خير الله)... ليست صفته أو مبتغاه من هذه الدنيا بل هو اسمه الذي لطالما سأله الجميع بتعجب عن سبب هذه التسمية؛ كان والده يجيب في بعض الأحيان: أنا سميته كده عشان أمه ما تزعلش، أصلها كانت عايزه تسميه عبد الصبور على اسم جده؛ بس أنا بقى أقنعتها... قلتلها اسميه يتمنى؛ و ده يعني إنه يتمني يكون زي جده عبد الصبور؛ أيضاً كانت إجابته على والدته التي أرادت لحفيدها أن يحمل اسم جده (خميس) فأجابها: يعني يتمنى يكون زي جده خميس أبويا الله يرحمه... و هكذا كانت هناك العديد من الإجابات التي كانت تصدر من والده (خير الله) في مواقف عديدة.

     كانت حياته عجيبة و غريبة، كانت تواجهه بعض المشاكل أو من الممكن أن نعتبرها خطأً في الفهم. عندما حان الوقت لكي يلتحق بالمدرسة وذهب بصحبة والده لكي يقدم أوراقه بالمدرسة، كانت أصابعه الصغيرة محاطة بأصابع والده الكبيرة، يمشي بجواره في خطوات ثابتة، يكاد يتخطى ركبتي والده طولاً... إنهما الآن قد دخلا مكتب مديرة المدرسة التي كانت ترتدي نظارة مستديرة كبيرة الحجم تكاد تخفي معظم ملامح وجهها، كانت ممسكة بقلم يبدو أنها قد حصلت عليه من أحد الحملات الدعائية لأحد الكتب الخارجية التي كانت تزور المدرسة في بداية العام الدراسي، بل وقبل بداية العام الدراسي؛ كانت تنظر بدقة إلى بعض الأوراق المثبتة علي المكتب بواسطة يدها اليسرى، تحدثت و هي لا تزال تنظر إلي هذه الأوراق: يعني الواد ده هيكمل 6 سنين في شهر ديسمبر الجاي... صعب جدا يا أستاذ كمال.

     و بعد أن انتظرا وقتاً ليس بالقصير... تحدث (خير الله) فجأة قائلاً: لو سمحتي أنا كنت عايز أقدم لابني... تقاطعه: أهم حاجة هوه مولود في شهر كام ؟ يرد قائلاً : ده هوه خلاص كمل 6 سنين، أصلو مواليد شهر 4 في أول السنة. تبتسم و تنظر إلى ابنه و تقول: اسمك إيه يا حبيبي؟ يرد والده: يتمنى خير الله. ترد بهدوء: لأ، أنا قصدي اسمه مش هدفه في الحياة. يتحدث خير الله: ما هوه ده اسمه. تتعٍجب مديرة المدرسة و تقول: يعني أي كلمة بالظبط؟! يرد (خير الله) مسرعاً: يتمنى. ترد المديرة بهدوء: بس الاسم ده هيعمله مشاكل كتير؛ انصحك تغيره قبل فوات الأوان. يتحدث (خير الله) بهدوء هذه المرة: الموضوع غير كده يا فندم، الولد خلاص اتعود علي الاسم و اصحابه و قرايبه حفظو الاسم بالشكل ده و مفيش أي مشاكل بالنسبة لنا و هوه فرحان بالاسم؛ مش كده يا (يتمنى)؟ يرد صغيره: حاضر يا بابا.

     فقد كان (يتمنى) ينفذ جميع تعليمات والده، و يرد بنعم على جميع الأسئلة التي تحتوي على الخيارين (نعم أو لا)... تذكر كل هذه الأحداث و هو لا يزال يستمع إلى الأصوت القادمة من الغرفة المغلقة، يقف الآن في الطريق أمام غرفته، أمامه الحمام، علي اليسار توجد الغرفة الأخرى، عن يمينه توجد الغرفة المغلقة و أمامها يوجد المطبخ الذي لا يواجه الغرفة المغلقة مباشرة؛ لكن الحائط المواجه للغرفة المغلقة ملاصقاً للباب المؤدي للمطبخ.

     فكر للحظات أن يذهب إلى الغرفة و يقوم بفتحها... ما هو مصدر هذه الأصوت؟ تخيل أنها مجموعة من الفئران؛ قد تكون هي صاحبة هذا الصوت: شششششش... ووووووو... سسسسسسسس؛ يا لها من أصوات عجيبة.

     تذكر عندما نصحه صديقه مجدي بأن يفتح الغرفة قائلاً: بص يا ابني ريح نفسك و افتح الأوضة دي؛ مش معقول هتفضل قاعد كده مش فاهم إيه اللي بيحصل؛ يمكن جدك سايبلك فيها كنز، و اديك كبرت اهوه و هتعرف تتصرف فيه كويس... يا ابني يمكن كان خايف عشان ابوك كان صغير ليضيع الكنز، و أبوك مات من غير ما يفهم الحقيقة؛ اعرف انت بقي دلوقتي. يرد يتمني: لأ، بلاش دي وصية جدي و أبويا الله يرحمهم.

     فكر قليلاً... تخيل أنه يقوم بفتح الغرفة المغلقة، يمد يده و يمسك بمقبض الباب: أخ نسيت دي مقفولة بالمفتاح، و المفتاح مش معايا... و يرجع إلى الخلف قليلاً، ثم يتقدم مسرعاً إلي الأمام و يصدم الباب بكتفه الأيسر فينخلع الباب و يسقط على الأرض، يدخل مسرعاً: إيه ده؟ دهب، ياقوت، مرجان؛ يا سلااااام عليك يا جدي، ده انت كنت جااااااااااااااااامد أوي، من النهاردة مفيش مشاكل، أنا اللي هعمل مشاكل، أنا غني، مليونيييييييييييييييير.

    
     و في نفس الأثناء كان هناك ثلاثة من اللصوص يصعدون السلم فسمعوا هذا الصراخ:
     مليجي: يعني احنا لسه هنطلع للدور السادس عشان نسرق  
               5000 جنية من واحد غلبان.
     قرني: تصدق ياض يا مليجي ما تيجي نعدي علي الأخ ده.
     سبعاوي: و مش خسارة فيه آخر طلقه في المسدس بتاعي.

     و بعد عدة دقائق يدخل اللصوص الثلاثة إلى الغرفة التي جلس (يتمنى) علي أرضيتها المليئة بالتراب وهو يداعب ما وجده من كنوز بداخلها مهللاً بكلمات: مليونييييييييير، ربنا يخليك يا جدي لا يخليك ايه يخليك عندك هههههههه، قشطة يا مجدي.
            يتحدث سبعاوي: يا مليونير باشا.
                        يتمنى: أيوة يا كابتن.
                     سبعاوي: تعالى كده شويه .
                        يتمنى: أوكي.

      
     و يطلق عليه الرصاصة الأخيرة التي كانت لا تزال في جيبه، فيخر (يتمنى) قتيلاً... يفيق (يتمنى) علي صوت آخر يصدرمن الغرفة المغلقة: هههههههههه، يصرخ بصوت مرتفع: لأاااااااااااااااا، مش عايز لا دهب و لا ياقوت و لا مرجان؛ هوه الواحد هيعيش كام مرة، و بعدين أنت بتضحك على إيه أنت كمان؟ يرد عليه بشكل غريب: بضحك عليك يا ابني، ده أنت أوفر أوي، أنت مزودها أوي بقالك سنين خايف تفتح الأوضة دي، خنقت أمي يا أخي، أنا طالعلك دلوقتي، كفاية أوي لحد كده.

     يتصبب العرق بكثافة علي جبين (يتمنى) و ينظر إلى الشخص الكائن أمامه، يتحدث قائلاً: أنت مين؟
 يرد قائلاً: أنا تامر بن سمير بن شمهورش.
 يتمنى: إيه الاسم اللي نصه معفرت و نصه على اسم        
             واحد كان معايا في ابتدائي؟
  تامر: جدي كان ملك من ملوك الجان؛ هوه هاجر من 
            زمان، راح أستراليا مع أبويا، و سابني هنا في
             الأوضة دي.
 يتمنى: و كنت بتعمل إيه بسلامتك في أوضتي
  تامر: أوضتك مين يا ابني؟ الأوضة دي جدي شمهورش
            مأجرها من جدك خميس؛ عشان كده كانت                 
             مقفولة طول السنين دي.
 يتمني: يعني جدي اشتغلنا كلنا طول السنين دول...! بس انت
          ازاي عفريت و عامل شعرك زي تامر حسني و                            
         لابس سلسلة و فاتح القميص من فوق، انت عفريت  
          غريب جداً. 
  تامر: أنا عفريت شاب زي أي عفريت، أنت بس اللي 
          مضيقها علي نفسك حبتين، فك كده و اضحك                 
            للدنيا، بشكلك ده عمرها ما هتعبرك.
  يتمنى: ههههه، و كمان شاب؛ يعني عندك كام سنة؟ شكلي
                هطلع أكبر منك في الآخر.
   تامر: عندي 4 تلاف سنة.
  يتمني: انت هتشتغلني؟ و أنا عندي 12 ألف سنة، يلا صياعة
              بصياعة.
   تامر: بتكلم بجد يا ما
  يتمنى: أمال جدك عنده كام سنة؟
   تامر: لما أجر الأوضة كان عنده ساعتها 15 ألف سنة.
  يتمنى: أمال جدي عرفو إزاي؟
   تامر: جدك ده كان ليه معارف من كل حتة، هوه أنا             
              هعرف جدك أكتر منك و لا إيه؟

                     ................................

      
     و يذهب (يتمنى) إلى صديقه (مجدي) مصطحبا معه صديقه الجديد (تامر) الذي أصر أن يذهب معه، و بعد أن طرقا الباب، و استقبلهم (مجدي)، و بعد عبارات الترحيب، اصطحبهما (مجدي) إلي غرفة الصالون؛ و دار بينهما الحوار التالي:
يتمنى: علي فكرة نسيت اعرفكو ببعض، تامر صاحبي، مجدي صديق 
         عمري.
مجدي: هوه فين تامر ده؟ يا ابني انت لوحدك؛ مفيش حد معاك... انت 
          هتجنني!
يتمنى: أصل ال... ( و يصمت فجأة بعد أن حدثه تامر).
تامر: بص يا مان... محدش يقدر يشوفك غيري.
يتمنى: ليه بقي؟
مجدي: مالك يا ابني انت بتكلم نفسك؟
تامر: يا ابني ده احنا عشرة عمر، و بعدين أنا اضطريت اظهر لك النهاردة
       انت بس عشان ده كان لازم يحصل من زمان، ده حتي احنا اصحاب
       مكان واحد.
يتمنى: اصحاب مكان واحد مين؟ ده جدك هوه اللي مأجر.
مجدي: جدي مأجر إيه؟
تامر: زي ما قلتلك جدي شمهورش مأجر الأوضة لمدة 10 تلاف سنة،     
       بعدها تبقي تيجي تتكلم علي العقد الجديد يا مان.
يتمنى: نعم؟ لأ، كده كتير، هوه انت هتفضل لازقلي 10 تلاف سنة.
مجدي: هوه في حد بيعيش دلوقتي 10 سنين علي بعض، انت شكلك اتهبلت، هدخل اعملك كباية ليمون عشان
          تهدا شوية.
تامر: مش عاجبك هات الفلوس اللي دفعها جدي لجدك.
     و يدخل (مجدي) إلى المطبخ ...
يتمنى: كام المبلغ ده بقي يعني؟
تامر: 100 ألف زعزوع.
يتمنى: و ده بيساوي كام بالمصري؟
تامر: مليون و ميتين ألف جنية بس.
يتمنى: جدك كان نصاب يابا... ( ويشعر ببعض الكهرباء في أنحاء متفرقة    
         من جسده) آاااااااااااااااااااااااااااااه.
تامر: اوعي تغلط في جدي تاني، هتضيع نفسك.
يتمنى: يعني أيام جدي و جدك كانو اخترعو المليون.
تامر: هما اللي اتفقو، و بعدين انا جدي غني، اعمل لك إيه بقي؟ جدك اللي
        طماع.
يتمنى: يعني ينفع تغلط انت في جدي؟
تامر: خلاص سحبتها، انا مضطر امشي بقي، و اسيبك مع صاحبك.
     و يخرج (تامر) من الباب المغلق بشكل غريب.
     و يدخل (مجدي) قائلاً: الليمون وصل.
يتمنى: يعني لازم اشتغلك عشان تجيب لي حاجة اشربها؟
مجدي: يعني دي كانت اشتغالة، و بتكلم نفسك، و تقولي تامر صاحبي! أنا
         كنت فاكرك اتجننت.
يتمنى: يلا بقي عشان ننجز الكام ورقة بتوع الشغل عشان نخرج نتغدى.
مجدي: اشرب الليمون الاول.
                                    ..................................................               

                                                          إلى اللقاء في الحلقة القادمة 

هناك تعليقان (2):

  1. هيهيهيهيهيهيهيهيه
    وانا باقرأ افتكرت مسرحية عفرتو لما عفرتو(محمد هنيدى) طلع للوكيل(حسن حسنى) من الكاميرا
    يا ترى إيه اللى هيحصل بعد كده
    منتظرة الحلقة القادمة

    ردحذف
  2. لا لا لا دي ملهاش علاقة بعفروتو و لا هنيدي، هههههه ، ميرسي جدا علي المتابعة.

    ردحذف