backgrounds | Free Pics

الاثنين، 13 يونيو 2011

عفريت في بيتي (يتمنى خير) 7


الحلقة السابعة
 
    
     ولا يزال (رحمي) يتحدث:
رحمي: الموضوع يا حبيبي...
     تتغير الأجواء فجأة... يتغير المشهد... يبدو (يتمنى) مع خاله (رحمي) حيث يعبران الطريق في اتجاه شركة (المستثمر الناصح) التي يعمل (يتمنى)، في هذا الوقت من صيف عام 2007 كان (رحمي) لا يزال يعمل بالشركة، وكان (يتمنى) لا يزال في مرحلة التدريب في بداية عمله في هذه الشركة. كان (يتمنى) أصغر سناً من الآن، حيث قد مشط شعره القصير ناحية اليمين من وجهه مع وجود فرقاً في الناحية اليسرى من رأسه، كان يرتدي قمصياً قد أغلق آخر زر فيه حتى كاد أن يختنق، كان يرتدي أيضاً بنطالاً كلاسيكياً، وكان يتوسط ملابسه حزاماً رفيعاً معلقاً على يساره الجراب الخاص بهاتفه المحمول.
رحمي: وبعد فترة يا حبيبي هتاخد وضعك في الشركة... اصبر بس الفترة دي وهتشوف.
يتمنى: أنا صابر... بس حاسس إن أنا مش فاهم حاجة خالص، وفي واد رخم كده اسمه مجدي عامل فيها أبو العُريف، مع إنه حماااااااااار.
رحمي: ههههههه، بكرة يبقى صاحبك وحبيبك.
يتمنى: مستحييييييييييييييييييييل.
     يتوقف (رحمي) قليلاً عند باب الشركة الرئيسي حيث يرى الأستاذ شريف مدير الشركة؛ إنه الابن الأكبر لرجل الأعمال كمال رمزي، كان الأستاذ شريف في هذه اللحظة يتحدث مع أحد رجال الأعمال الأجانب معطياً ظهره إلى (رحمي) و(يتمنى)... اقترب (رحمي) منه فاستمع إلى بعض الكلمات بالإنجليزية:
دييجو: (بإنجليزية ركيكة) لدينا العديد من الحمير... هههههههه.
شريف: رائع جداً.
     يتوقف (رحمي) قليلاً...
رحمي: حمير؟! (ويتذكر ما حدث في اليوم الفائت).
     رحمي يجلس على الطاولة منتظراً زوجته سامية التي كانت لا تزال تضع الطعام على الطاولة:
رحمي: يلا بقى... ادخلي باللحمة... شغل شركتنا، مش أي شغل.
سامية: (تضع بعض الأطباق ثم تجلس) يا سلام... هنشوف، بس لحمة شكلها جميلة جداً.
     وبعد أن انتهوا من تناول الطعام، ذهب (رحمي) لمشاهدة التلفاز، وأحضرت سامية الشاي، وجلست بجواره على الأريكة.
رحمي: شوووووووووط يا رجل.
سامية: ليه بترفس برجليك يا رحمي؟
رحمي: معلش اصلي اندمجت مع الماتش.
رحمي: مال ودانك يا سامية؟ شكلها بدأت تكبر..!
سامية: إيه؟ (وتذهب لتشاهدها في المرآة، ثم تعود) لا هيا كده أصلاً.
رحمي: مفيش عندك حاجة خضرة؟
سامية: ازاي؟
رحمي: نفسي في أي حاجة لونها أخضر.
سامية: كان في عندنا جرجير (وتذهب لتحضر الجرجير).
سامية: اتفضل طبق جرجير (ثم تجلس).
     ويبدأ (رحمي) في أكل الجرجير، بل ويضع الجرجير أحياناً في كوب الشاي ثم يأكله، يبدو أنه قد تأثر بالمباراة، أو أن شيئاً آخر قد حدث.
     يفيق (رحمي) على صوت (يتمنى).
يتمنى: انت رحت فين يا خالو؟
رحمي: شيئاً آخر قد حدث.
يتمنى: ازاي يعني؟
رحمي: يلا نسلم على الأستاذ شريف.
شريف: أستاذ رحمي، طبعاً عارف الأستاذ دييجو مندوب الشركة اللي بنستورد منها في باراجواي.
رحمي: أكيد طبعاً، أنا شفته قبل كده كتير.
شريف: (متحدثاً إلى دييجو) إنه الأستاذ رحمي، أحد العاملين المتميزين بالشركة.
دييجو: رائع... أنا سعيد بلقائك أستاذ رحمي.
رحمي: أنا أيضاً سعيد بلقائك أستاذ دييجو.
يتمنى: أنا أيضاً سعيد بلقائك.
دييجو: منْ هذا؟
رحمي: إنه أحد العاملين الجدد بالشركة.
شريف: لقد رأيته مسبقاً... ههههه.
يتمنى: أنا أيضاً رأيتكم مسبقاً.
 
          ................................
 
    
     وفي المساء يلتقي (رحمي) مع صديقه سعيد الذي يعمل معه في الشركة، حيث يذهب (رحمي) لزيارته، وجلسا يتحدثان سوياً.
رحمي: ( يحتسي قليلاً من الشاي ثم يضع الكوب أمامه على المنضدة) يعني بيستوردو لحمة حمير.
سعيد: ما هما بيستوردو لحمة، ما أنا عارف.
رحمي: لحمة حمير.
سعيد: ما هي لحمة الحمير لحمة... مش هي بتتاكل؟
رحمي: انت بتتكلم بجد يا راجل؟
سعيد: ما بتتاكلش... صح؟
رحمي: أيوه يا ابني، وبعدين دول بيبيعوها على إنها لحمة بقري، وبعدين انت ما تعرفش اللي حصل لي امبارح لما قلت أجرب اللحمة بتاعة الشركة، مع إني شغال من زمان في الشركة دي، بس قررت أجربها امبارح، وكانت شورة مهببة.
وتدخل زوجة سعيد تحمل طبقاً.
سميرة: الجرجير وصل.

          ................................

      
     يفيق (يتمنى) فجأة على صوت هاتفه... إنه رقم غير مسجل بهاتفه.
يتمنى: إيه الرقم ده... آخره 15... ألو.
رجل: أيوه يا عباس أنا جايلك دلوقتي عشان نوزع البضاعة.
يتمنى: عباس مين؟
رجل: انت عباس.
يتمنى: النمرة غلط ( ثم ينهي المكالمة).
يتمنى: وبعدين في الناس المساطيل دول! بضاعة إيه؟ ضيع بقية الحلم الله يخرب بيته.

          ................................

      
     وفي مساء اليوم التالي يجلس (يتمنى) لمشاهدة التلفاز في انتظار تامر الذي تأخر على غير العادة.
التليفزيون: شيء بينزل من السماء لو بدلنا حرف أصبح دولة عربية... عايزين نعرف يا جماعة إيه الشيء ده؟ وإيه هيا الدولة؟ اتصل عشان تكسب 5000 جنية.
يتمنى: لبنااااااان (بصوت مرتفع).
     ويدخل تامر فجأة.
تامر: قطر يا غبي.
يتمني: وليه الغلط بقى؟
تامر: طب ازاي لبنان؟
يتمنى: مش عارف... بس ازاي بقى قطر(ويضع سبابته على رأسه).
تامر: مطر... لو بدلنا الميم بالقاف تبقى قطر.
يتمنى: تصدق صح... بس انت كنت فين؟ اتأخرت النهاردة كده ليه؟
تامر: أصلي عديت على سالي بالعربية بتاعتك وروحنا اتغدينا واتفسحنا.
يتمنى: تمام.
تامر: بس العربية.....
يتمنى: (بصوت مرتفع) مالهاااااااااااااا؟
تامر: ركنتها تحت... ههههههههههه.
يتمنى: وقَّعت قلبي.
تامر: هههههههه.
يتمنى: كنت عايزك في موضوع.
تامر: خير يا ابني؟
يتمنى: انت عارف خالي رحمي؟
تامر: ده حبيبي... ياااااااه فين أيام ذكريات زمان.
يتمنى: كمان ذكريات... تمام، المهم إيه موضوع لحوم الحمير ده.
تامر: انت عرفت؟!
يتمنى: أيوه.
تامر: أصله مكانش عايزك تعرف عشان ما تضيعش وقتك، أو ما تعرضش نفسك لخطر.
يتمنى: أضيع وقتي ازاي؟ أو أعرض نفسي للخطر؟!
تامر: الموضوع كبير يا تيمو، بردو أنا مش عارف انت ازاي عرفت؟
يتمنى: خالي رحمي جالي امبارح وأنا نايم وقاللي الحكاية بس ما كملش، بس قاللي إن انت هتساعدني عشان انت عارف تفاصيل كتير.
تامر: تمام... الموضوع كبير، بس المستندات اللي كانت مع خالك رحمي كلها موجودة عنده في الشقة، طبعاً انت عارف إنه مكانش عنده ولاد، أكيد هتلاقي ورقه زي ما هو في المكتب بتاعه.
يتمنى: بس دي مستندات إيه يا تمور؟
تامر: المستندات اللي بتدين الشركة اللي انت شغال فيها.
يتمنى: يا خبر أسود.
تامر: الموضوع كبير، بس لازم انت تتحرك، اللحوم دي أكيد ليها مخاطر، والناس بتاكلها على أساس إنها لحمة بقري.
يتمنى: أنا شخصياً متعود عليها.
تامر: المهم إن مفيش حد عارف حاجة عن الموضوع ده غير خالك  والأستاذ سعيد اللي بطل يتكلم عن الموضوع ده بعد موت خالك.
يتمنى: ليه؟
تامر: عشان خالك مات بطريقه غريبة... على فكرة مرات خالك ما تعرفش حاجة عن الموضوع.

          ................................

      
     ويذهب (يتمنى) إلى شقة خاله حيث تستقبله زوجة خاله كريمة استقبالاً رائعاً ثم تأذن له بالدخول وتبعه تامر الغير واضح بالنسبة لكريمة. وبعد أن جلسا للتحدث.
يتمنى: والله من زمان نفسي أزور حضرتك، ياااه كانت أيام جميلة، فين أيام خالي رحمي الله يرحمه.
كريمة: الله يرحمه، انت كمان كنت بتنور البيت دايما يا (يتمنى).
يتمنى: كنت عايز أشوف شوية ورق في مكتب خالي تبع الشغل.
كريمة: هو المكتب زي ما هو، محدش دخله من ساعة ما خالك مات... أنا ساعات بحب أقعد في المكتب وافتكر رحمي.
يتمنى: الله يرحمه.
     وبعد أن دخلا الغرفة.
كريمة: اتفضل يا ابني شوف الورق اللي انت عايزه.
يتمنى: متشكر جدا.
تامر: أيوة ركز معايا... افتح الدرج التالت.
يتمنى: تمام.
تامر: هتلاقي الملف الأزرق.
يتمنى: لقيته.
كريمة: (التي تجلس على أريكة تبعد قليلاً عن المكتب) لقيت الورق يا يتمنى؟
يتمنى: تقريباً... هشوف كده.
تامر: شوف جوا الملف هتلاقي 2 سي دي.
يتمنى: لقيتهم.
تامر: قشطة.

          ................................

      
     وعند العودة إلى شقة (يتمنى) جلس (يتمنى) مع تامر في الصالة حيث أخذ يتمنى يقرأ بعض الأوراق في الملف الذي أتى به من مكتب خاله رحمي، وجلس تامر على كرسي بجواره يراقب رد فعله، ويشرح له بعض الأمور.
يتمنى: يا نهار أسود... كل الكمية دي دخلت واتوزعت.
تامر: ولسه لغاية دلوقتي يا معلم.
يتمنى: معلم إيه بقى!
تامر: لسه السي ديهات عليها ملفات من الشركة.
يتمنى: بس خالي عرف يجيب ده كله ازاي؟
تامر: خالك كان بيجي يحكي لوالدك وأنا كنت بسمع، وحاولت أساعدهم كتير أنا وأصحابي، بردو الأستاذ سعيد كان بيحاول مع خالك رحمي لغاية ما خالك رحمي مات، ومن يومها الملف اتقفل بالنسبة للأستاذ سعيد.
يتمنى: يعني باع القضية أول ما خالي رحمي مات؟
تامر: هوه الحقيقة خاف على نفسه.
يتمنى: خاف على نفسه ازاي؟ ومن إيه؟
تامر: انت عارف يا ابني خالك مات ازاي؟
يتمنى: قصدك إيه؟
تامر: بص يا تيمو خالك.........

          ................................
                                                                                                                 إلى اللقاء في الحلقة القادمة 





    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق